تلعب الإمارات في الوقت الراهن دوراً طليعياً على صعيد تكنولوجيا الاتصال من آلة إلى آلة ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تحتل مركزاً منافساً ضمن أبرز الأسواق المؤثرة التي تقود هذا التحوّل. ويبرز دور تكنولوجيا الاتصال من آلة إلى آلة كعلامة فارقة في تسريع الاستكشاف ضمن قطاع النفط والغاز، وباعتبارها عاملاً مساعداً هاماً على صعيد المدن الذكية وإنترنت الأشياء فهي ستحوّل البيانات المجموعة من أجهزة استشعار في مواقع مختلفة إلى معلومات فورية. وسوف تستفيد قطاعات متنوعة من هذه التكنولوجيا، وفي مقدمتها السيارات، والمرافق والخدمات، والأمن، والصحة، والنفط والغاز بصورة خاصة. ويرى مصطفى أبو مصطفى، نائب الرئيس للخدمات والحلول المؤسسية المدارة في دو، أن الفوائد الأولية الناجمة عن اعتماد حلول تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي من آلة إلى آلة هي أنه من الممكن إضافتها إلى البنية التحتية الموجودة، أو دمجها بمشاريع الخطوط الجديدة في شتى أنحاء العالم لتوفير مراقبة فورية لهذه الخطوط. حلول كما أنه من الممكن استخدام تكنولوجيا الاتصال من آلة إلى آلة لمراقبة المواقع النائية ضمن قطاع النفط والغاز بشكل فعّال. ويمكن إيجاد الحلول في تطبيقات مثل المراقبة والتحكم بالحفارات والآبار والخطوط، الأمر الذي يؤدي إلى رفع فعالية العمليات وتلافي إضاعة الوقت في حالات التوقف، وإيقاف المعامل والمرافق، ويفضي بالتالي إلى زيادة الإنتاجية. وعلى سبيل المثال، يمكن لشركات إنتاج المواد البتروكيميائية أن تعتمد على عمليات الصيانة الاستباقية تلافياً لحالات التوقف غير الضرورية، وحفاظاً على استمرارية تدفق المنتجات. وتستخدم شركة أباتشي الرائدة في مجال الإنتاج والتنقيب عن النفط والغاز، هذا الأسلوب للتنبؤ بحالات الفشل في مضخات النفط على اليابسة وفي البحر، وذلك للمساعدة في تخفيض أي ضياع محتمل في مستويات الإنتاج إلى الحد الأدنى. تحسين الأداء ويرى المسؤولون التنفيذيون في أباتشي أنه إذا قام قطاع النفط العالمي بتحسين أداء المضخات بنسبة 1٪ لا أكثر، فهذا سيزيد من إنتاج النفط بمقدار نصف مليون برميل يومياً، الأمر الذي يعود على القطاع بمبلغ إضافي قدره 19 مليار دولار أميركي سنوياً. وإن تطرّقنا إلى عملية الحفر، فحين يصطدم مثقب الحفارة بصخرة قاسية على نحو مفاجئ، فإن القدرة على إجراء تجربة سريعة للفلزات تمكّن الحفّارين من استئناف العمل خلال جزء صغير من الوقت الذي كان يلزم لهذا الأمر في السابق. وعلاوةً على ذلك، تبيّن أن الحلول الأخرى، مثل مراقبة مستودعات التخزين عن بعد، تشكّل استخداماً فعّالاً للأدوات. مراقبة المخاطر ووفقاً لتقرير سكوت مكدونالد ووتني روكلي في مكروك كابيتال المعنون باسم إنترنت الأشياء الصناعي فإنه من الممكن استخدام حلول الاتصال من آلة إلى آلة لتحسين الجانب المتعلق بالأمن والسلامة في القطاع، وذلك من خلال توفير آلية لمراقبة المخاطر الأساسية الواضحة ضمن القطاع. وبينما تنطوي قطاعات، مثل النفط والغاز، على مخاطر ملازمة لعمليات استخراج الموارد ونقلها وإدارتها، فإنه من الممكن لقطاع الاتصالات، مع بروز تكنولوجيا الاتصال من آلة إلى آلة، أن يوفر حلولاً رصد فورية فيما يتعلق بأنظمة إنذار الحريق، وإنذار الحريق الحراري، وحلول كشف الإشعاع والمواد الكيميائية الخطرة.