×
محافظة المنطقة الشرقية

  أمير المدينة يكلف فريق عمل للأطمئنان على اجراءات السلامة في مشروع توسعة المسجد النبوي

صورة الخبر

يترك الاحترار المناخي آثاراً كبيرة في جبال الألب لا تقتصر على ذوبان المساحات الجليدية، بل تتعداها إلى التسبب بتفكك قمم الجبال وانهيارها بسبب ذوبان الجليد الذي يربط الكتل الصخرية في المرتفعات ببعضها بعضاً، في ظاهرة مسجلة منذ عشرين عاماً وصولاً إلى معدل قياسي في العام 2015. فقد وصل عدد الانهيارات المسجلة في مرتفعات مون بلان منذ بداية الصيف الحالي إلى 150، مع تجاوز الحر المعدل الذي سجله في العام 2003، بحسب لودفيك رافانيل المسؤول عن الأبحاث في مختبرات اديتيم. والمقصود بالانهيارات الحوادث التي يتداعى فيها أكثر من مئة متر مكعب من الصخور، وقد سجلت هذه الظاهرة بشكل كبير خلال الصيف، وبثت مقاطع مصورة لعدد منها على حساب مؤسسة شامونيارد المعنية بالوقاية من المخاطر. ويعود السبب في هذه الظاهرة إلى الاحترار المناخي، وهو ما يشير إليه العلماء منذ سنوات. فذوبان الجليد المتراكم منذ قرون يؤدي دوراً أساسياً في الانهيارات الصخرية. وبحسب أبحاث مختبرات أديتيم، تواصل الحرارة تمددها في باطن الكتل الصخرية من الصيف وحتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني وربما اكثر. واعتباراً من أول شهر أغسطس/آب هذه السنة كان ذوبان الجليد قد بلغ مرحلة يبلغها عادة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني،أي في مستوى قياسي مقارنة مع السنوات السابقة. ولذلك لا يستبعد العلماء وقوع انهيارات كبرى في الأشهر المقبلة، حين تبلغ الحرارة المرتفعة باطن الصخور، إذ لا يمنع الشتاء البارد من تفاعل الحرارة المرتفعة في باطن الصخور امتداداً لحر الصيف، كما جرى في شتاء العام 2011 حين انهارت ثلاثة ملايين متر مكعب من الجليد في بيز كنغالو في سويسرا، وفي شتاء العام 1997 حين انهار 2,5 مليون متر مكعب في الجانب الايطالي من مون بلان. ويقول لودفيك رافانيل لا ينبغي النظر إلى الجبال العالية على أنها كتل متماسكة، بل هي غالباً ما تكون عبارة عن كتل صخرية يرصّها الجليد على بعضها بعضاً، فإذا ذاب الجليد تتعرض للاضطراب. واستناداً إلى صور ملتقطة في أوقات مختلفة، تمكن الباحثون من معرفة التغيرات التي طرأت على الكتل الصخرية في قمم شاموني والانهيارات التي وقعت في سنوات الحر. ومنذ العام 2007، أحصى العلماء بفضل شبكة مراقبة كل الانهيارات التي وقعت في مساحة تمتد على ثلثي مرتفعات مون بلان، وكان عددها 650، تراوح نطاقها بين 100 متر مكعب و45 ألفاً. ومعظم هذه الانهيارات وقعت على ارتفاعات بين 3100 متر و3500، واكبرها سجل بين الخريف ومطلع الشتاء، إذ إن الحرارة تتطلب وقتاً طويلاً للنفاذ إلى داخل الكتل الصخرية، ومن ثم تواصل انتشارها فيها حتى وإن عاد سطح الكتلة وبرد، بحسب ما أظهرت أعمال حفر نفذت في قمة ميدي على ارتفاع 3842 متراً. (أ.ف.ب)