×
محافظة المنطقة الشرقية

غرق 34 بينهم أطفال بعد انقلاب قارب مهاجرين قبالة اليونان

صورة الخبر

استبشرت مريم المطروشي، زوجة الشهيد حسن محمد الطنيجي (38عاماً)، بنبأ استشهاد زوجها أثناء تأديته لواجبه الوطني ضمن قوات التحالف العربي، المشاركة في عملية إعادة الأمل في اليمن الشقيق، واستقبلت الخبر فخورة صامدة، قائلة: روح زوجي زُفّت إلى الجنة، فهو استشهد في قضية تستحق بذل الأرواح والأنفس، فكيف لي أن أحزن؟ وكيف لي أن أودعه بالبكاء والدموع؟. وأشارت إلى أن زوجها في اتصاله الأخير بها كان يحثها على الصلاة في وقتها، خصوصاً صلاة الفجر، إذ بعث لها برسالة نصية عبر الهاتف المحمول، فجر الجمعة الماضية، ليوقظها لصلاة الفجر، وبعدها اتصل بها هاتفياً لإيقاظها من النوم. وأضافت: اتصل بي بعد تأديتي صلاة الفجر وسأل عن الأسرة، معبراً عن اشتياقه الشديد لكل فرد فيها، خصوصاً مولودتنا الجديدة (ثلاثة أشهر)، مشيرة إلى أن الاتصالات انقطعت معه بعد حادث الغدر الذي تعرض له الجنود البواسل في اليمن، الأمر الذي أثار قلق العائلة من أن يكون أصابه مكروه، وظلت تنتظر خبراً عنه، وبعد خمسة أيام من الترقب ورد نبأ استشهاده. وأكدت أن زوجها ألبس مدينة كلباء وشاح الفخر والاعتزاز، هو وكوكبة الشهداء البواسل. والشهيد هو الابن الأوسط لأسرة مكونة من تسعة أبناء، كما أن لديه تسعة أبناء (ست إناث وثلاثة ذكور)، أكبرهم (عذاري) البالغة 15 عاماً من عمرها، وأصغرهم رضيعة عمرها ثلاثة أشهر. اتسم الشهيد بشخصية هادئة ذات نفس مستكينة، وكان مبادراً لعمل الخير سراً من دون علم أقرب الناس إليه، فضلاً عن أنه نموذج يضرب به المثل في بره بوالديه وحبه لإخوته. ووصفت (مريم) زوجها الشهيد بـروح المنزل، إذ كان يخطط للرحلات الترفيهية، ويسعى إلى لم شمل الأسرة على مائدة واحدة، كما كان يسعى جاهداً لتحقيق ما يريد من دون أن يتسلل اليأس إلى نفسه، إذ قام بمحاولات عدة من أجل بناء مسجد أمام منزله من خلال التواصل مع الجهات المعنية، وتقديم اقتراحات لهم بهذا الشأن، كما سعى لبناء مركز تحفيظ قرآن في منطقته، ليلتحق أبناؤه بصفوف هذا المركز، إلا أن الشهادة حالت دون تحقيقه حلمه. ونوهت إلى أن الشهيد كان منتسباً إلى الخدمة العسكرية منذ فترة طويلة، إلا أنه قام بتغيير وظيفته وعمل في مؤسسة خاصة، ولكن الحنين دعاه للعودة إلى ركب البواسل والعمل في الخدمة العسكرية مرة أخرى، وكأن الشهادة كانت تنتظره. وحصل الشهيد على جوائز عدة من خلال مشاركته عضواً في جمعية الهلال الأحمر، كما شجع زوجته أيضاً على المشاركة معه، وكان يحث أبناءه بشكل دائم على عمل الخير والمبادرة إلى التطوع. ورددت (مريم): أرى مكاني قرب زوجي الشهيد، فهو شفيعي الآن، فقد كان يدعو ربه دائماً قائلاً (اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين)، تغمد الله شهيدنا برحمته وربط على قلوبنا أنا وأبنائه وعائلته، فقد فقدنا شخصاً لن يتكرر في حياتنا، وأدعو كل زوجة شهيد أن تصبر وتتوكل على الله، فهو أرحم بنا من أنفسنا. من جانبها، قالت ابنة الشهيد (عذاري): حزنت على فراق أبي، فقد كان مثالاً للأب الحنون، إلا أنني فخورة به، وبما قدمه في حياته للمحتاجين، فقد مات في قضية إنسانية، كما يتمنى دائماً، ونال خاتمة جعلتنا نفتخر بها، ولن أكف عن ذكر سيرته، والفخر بها أمام صديقاتي ومعلماتي في المدرسة. فيما ذكرت والدة الشهيد حسن الطنيجي، أن ابنها كان سبباً في جمع إخوته خلال الرحلات الترفيهية التي كان ينظمها لهم بين فترة وأخرى. وتابعت أنه كان ذا أخلاق عالية، ولم يؤذِ طوال حياته أحداً.