عام 1999م أقالت شركة صناعة دمى الأطفال الشهيرة باربي الرئيس التنفيذي لها، هذا المنصب الذي كانت تشغلة امرأة حققت إبان حقبتها اعلى مبيعات في تاريخ الشركة، ورغم ذلك تمت إقالتها، لم تكن متغيبة أو غير مبالية بالعمل، ولم يشُبْها رائحة فساد او اختلاس ولم تورط الشركة بعقود لا تستطيع الوفاء بها، ولم تهضم حقوق الموظفين، كان السبب فقط أنها في ذلك العام لم تحقق الأرباح المتوقعة، وبعد البحث والتقصي وجدوا السبب وهو أنها لم تتنبأ أو تتوقع تغير ذوق الاطفال الذين أحجموا عن شراء باربي في تلك السنة بسبب بدائل أخرى من شركات منافسة في ذلك الحين، تلك المسؤولة لم تدرس الـ Forcast بشكل صحيح مما جعل مجلس الإدارة يقوم بإقالتها رغم أنها كما ذكرت حققت اعلى الأرباح في تاريخ الشركة. منذ أن علمت بذلك الخبر تحركت كل عواطفي تجاهها فقلت (هذه المسكينة الضعيفة لم يشفع لها رقمها البيعي التاريخي) لكن مجلس الادارة وما ينفقه من أموال للشركة ومميزات للرئيس التنفيذي لم تجعل مجالاً للعاطفة. عام 2013م جمع الرئيس التنفيذي لشركة سامسونج الموظفين في ساحة كبيرة وأحرق أمامهم 150000 (مائة وخمسين ألف) جهاز هاتف محمول جديد وذلك لعدم رضا العملاء عن المنتج وليبلغهم بأن ساعات عملهم ومرتباتهم التي صرفت لهم ذهبت سدى؛ فرضا العميل هو الأهم. في نفس العام استدعى البرلمان الكوري ممثلا رفيعا من شركة أبل إلى كوريا ليتم استجوابه بسبب خدمة ما بعد البيع وما شابها من اعتراضات وشكاوى أدت إلى ذم، لم يقبل البرلمان بأي ممثل للشركة ولم يقبل باتصال هاتفي أو تعهدات خطية بل بحضور ممثل رفيع المنصب من الشركة، فأموال الناس لا تذهب هدرا ولا هباء فكل مال يدخل جيبك له وزنه من الثواب والعقاب. توقفت قليلا وفكرت وقلت لو طبقنا سياسة شركة باربي وسامسونج وغيرهما من الشركات الصارمة في قطاعنا العام والخاص بكافة أنواعهما، فيا ترى كم رئيسا سيطير من كرسيه بسبب تغير أذواق العملاء وتنوع رغباتهم، نحن الآن نتحدث عن تغير الأذواق والذي هو علم يدرس ويقاس مدى فعاليته، ومع ذلك كان له ضحاياه، ماذا لو فتحنا باب الشكاوى والاحتيال والضمانات والتلاعب بالأسعار وغيرها، كم من مدير لمستشفى ومسؤول في وكالة سيارات وآخر في شركة تأمين سيوضع لهم أجنحة في كراسيهم ليطيروا بها؟. حينما يكون النظام صارما ومطبقا على الجميع، فالجميع مستفيدون، لن نحتاج إلى واسطة لا إلى فلان ولا علان ولا واتس اب ولا مقطع فيديو او صور لننشرها ونثبت حقنا. مرة كنت مع أحد الرؤساء التنفيذيين لإحدى الشركات وكنا نتحدث عن النظام المحاسبي فيها فقال لي، لا تضع محاسبا أمينا أبدا، بل ضع نظاما صارما وبرنامجا دقيقا واجعل من تشاء يعمل به ولو كان أكبر لص في التاريخ، وحين ذلك لن يوضع أي جناح لأي كرسي أبدا.