المواقف الإنسانية للمملكة نحو الأشقاء في سوريا واليمن وكافة الأقطار العربية والإسلامية بل وغيرها أيضاً ليست بحاجة لمن يدافع عنها، أو يعدد أشكال الدعم والمساندة الإنسانية التي تقدمها الجهات الرسمية والشعبية في المملكة، سواء للمواطنين في البلدين أو الذين اضطرتهم الأحداث لمغادرة أوطانهم. لكن بعض المغرضين لم يلبثوا أن استغلوا موجة المهاجرين من البلدين وغيرهما من البلدان؛ للتحريض وسرد الأكاذيب الباطلة عن استقبال أوروبا للاجئين الذين ينبغي أن تحتضنهم البلاد العربية، التي هي أولى من أوروبا بذلك وخاصةً المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وينسى هؤلاء ما تقدمه المملكة باستمرار منذ نشوب الأزمات حتى الآن للمواطنين داخل الأقطار العربية التي تشهد أحداثاً أدت إلى نزوح المواطنين داخل أوطانهم حيناً أو هجرتهم إلى دول الجوار أحياناً أخرى، ونسوا الحملات الإغاثية التي يتم إرسالها دون انقطاع، وكذلك إلى مخيمات اللجوء في الدول المجاورة مثل: الأردن، وتركيا، ولبنان. وكذلك تناسوا الإجراءات التي اتخذت لتصحيح أوضاع الأخوة اليمنيين سواء الذين دخلوا المملكة بطرق غير نظامية أو القادمين بتأشيرة زيارة ومنحهم هوية مقيم والسماح لهم بالعمل دون احتسابهم في نسبة السعودة؛ تقديراً لظروفهم، وقد بلغ من تم تصحيح أوضاعهم بهذه الطريقة أكثر من نصف مليون، علاوةً على المقيمين إقامة نظامية. كما تناسوا الاستثناءات التي أعطيت للأخوة السوريين الذين قدموا إلى المملكة على سبيل الزيارة والسماح لهم بتمديدها وكذلك السماح لهم بالعمل وانتظام أبنائهم في الدراسة بالمدارس الحكومية والجامعات دون تطبيق شرط الإقامة النظامية عليهم، وكذلك حق العلاج المجاني في المستشفيات الحكومية، والذين ناهز عددهم نصف مليون نسمة، إضافةً لما يلقاه الأخوة المقيمون من البلدين الشقيقين من تعاطف ورعاية المواطنين السعوديين وما يقدمه الأفراد والمؤسسات من مساعدة لهؤلاء الأخوة والتي تهدف إلى التخفيف من محنتهم واستضافتهم إلى حين زوال الغمة وانقشاعها عن البلدين الشقيقين وكافة البلاد العربية والإسلامية التي تشهد اضطرابات وقلاقل وانعدام الأمن -إن شاء الله-. إن دور المملكة الإنساني تجاه كافة الأقطار التي تشهد كوارث أو «محن» أو اضطرابات دور مشهود، لا تؤثر فيه إدعاءات هؤلاء، وما تسميتها بحق مملكة الإنسانية إلا لوقوفها الدائم مثل هذه المواقف النبيلة التي لن تحجب شمس حقيقتها الافتراءات المغرضة، والمملكة وهي تترفع عن المن بما تقدمه من مساعدات قادرة على مواجهة كذبهم وسوء مقاصدهم.. والأعمال تتحدث عن نفسها.. ولن يحجب الغربال ضوء الشمس أبداً.