كتاب الأمير الذي ترجمته بدقة فائقة ونشرته بالعربية الدار العربية للعلوم ناشرون لكاتبه وليام سيمبسون كتاب يستحق القراءة لنتعرف على الوجه الحقيقي للأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز وأدواره المختلفة أثناء عمله طوال سنوات حاسمة سفيراً لبلاده في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان يقف في قلب أحداث العالم خلال عقدين من الزمن كما كتبت مارغريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة في مقدمتها للكتاب الذي تصدرته ايضاً مقدمة بقلم الزعيم الأفريقي الاشهر نلسون مانديلا. اجل نلسون مانديلا ذاته الذي اكتشفت شخصياً ان صداقة شخصية دائمة وقوية ربطته مع مانديلا وهو ما اشار إليها مانديلا في المقدمة. وعن هذه الصداقة اللافتة سأقتطف من هذا الكتاب الذي لاغني عن قراءته بعض الشذرات والملامح لعل البعض يفهم ان الثوري الحقيقي لا يُعادي هكذا كما يعادون الأمراء وافراد وأبناء الاسر الحاكمة والاسر الملكية. فمانديلا وما اكثر ما يختارونه رمزاً للنضال كرجل مبادئ نسج مع الأمير بندر بن سلطان سفير السعودية لدى واشنطن ونجل ولي العهد السعودي ووزير دفاعها رحمة الله عليه.. نسج مع الأمير صداقة حقيقية خاصة الى درجة ان الأمير بندر كان احد ثلاثة مدعوين فقط لحفل عائلي خاص بمناسبة زواج مانديلا من السيدة غراكا ميتشل. وقد همس بالدعوة مانديلا شخصياً للأمير الذي.. وعندما سأل مانديلا لماذا دعا الأمير الى الانضام الى مثل هذا الحفل العائلي الحميم أجاب كلما خططتُ لشيء كبير يكون دائماً في البال الأمير بندر صديقي. هكذا هي العلاقات والصداقات المنسجمة بوعي وبفهم دون انطباعات عدائية مسبقة كما يفعل البعض ممن نعرف وتعرفون فتكون احكامهم ومواقفهم من الاشخاص مسبقة ومؤسسة او مبنية على منطق الانتماء الأسري والعمل الوظيفي والمنصب الرسمي فتكون الصورة الذهنية الانطباعية المسبقة جافية تماماً وسيئة في معظم الاحيان ثم عدائية ممن يقدم نفسه كمناضل لا يُشق له غبار فهل يتعلمون المعنى هنا من رمز النضال مانديلا الرائع والذي لم يعرفوه على حقيقته الداخلية ولم يتعرفوا على روحه وان كانوا الاكثر استخداماً لاسمه وتوصيف قادتهم بمانديلا. ولكن من يبحث عن مانديلا سيكتشف انهم لم يعرفوه.!! مانديلا الزعيم الافريقي كثيراً ما كان يسافر خارج بلاده في مهام خاصة به على الطائرة الخاصة بالأمير بندر بن سلطان. يقول جيمس بيكر في احدى المناسبات السياسية احضر الأمير بندر نلسون مانديلا الى معهد رايس بطائرته الخاصة وحظيت تلك الزيارة بنجاح فريد. وفي تلك الزيارة السياسية كان بندر يرافق مانديلا وكان يجيب حتى على اسئلة الحضور. وكانت وسائل الاعلام والميديا في واشنطن تعرف الصداقة العميقة الخاصة بين بندر ومانديلا.. وحين تسرّب خبر زواج مانديلا وارادت السي ان ان التأكد من صحة ودقة الخبر فقد اتصلت بالأمير بندر من خلال مدير القناة شخصياً الذي رجاه رجاء خاصاً ان يتحدث حديثاً مقتضباً عن صحة الخبر فاشترط الأمير عدم الظهور والاكتفاء بحديث تليفوني سريع وعابر.. وهو ما حدث فعلاً حتى عندما اراد المذيع شيئاً من تفاصيل الزواج التاريخي بين الزعيم والسيدة ميتشيل امتنع بندر حتى عن ذكر اسم وهوية الزوجة قائلاً ذلك شأن العائلة ان ارادت الحديث عن التفاصيل ثم اغلق الخط. ونعود الى ما كتبه الزعيم مانديلا في مقدمة الكتاب عن الامير بندر ين سلطان لقد كان الأمير صانع سلام دولي متجوّل. كان دائماً مخلصاً وكريماً بقدر ما اتوقع من رجل دولة بهذه المكانة. اكتفي بهذه الملامح السريعة عن صداقة عميقة ربطت بين المناضل والأمير.. وادعوهم فقط للمعرفة قبل الحديث.