نعم درة البحر ذلك الطفل الذي تقاذفته الامواج، وألقته على احد شواطئ بلاد الله الواسعة، انه كائن رمته الامواج ولم تلتقطه سمكة او يأكله حوت من حيتان البحر، لكي يكون شاهدا على جرائم انسان لم يرحم البشر ولا الحجر، بل طغى وتكبر ونسي ان الله سوف يذيقه ويحاسبه في يوم لا ينفعنا فيه مال ولا بنون. ان هذا الطفل وكل طفل تشرد وضاع وضاق اليتم والقهر والتشرد والالم، وترك ارض الخير شام العز التي تستقبل الفاتحين بلد النصر والكرامة، ارض الرياحين وسلة غذاء العابرين. لماذا تركوا ديارهم وبيوتهم وركبوا البحر والخطر بحثا عن الأمن والامان من لهيب النار والدمار؟ ان هذه الصور التي نشاهدها وتتكرر لصور اللاجيئن والصابرين في المخيمات وفي مراكب تفتقر لأبسط أصول السلامة، انها رسالة لكل ضمير حي ان يحاسب نفسه ويكون له دور في تخفيف الالم والغربة والضياع، لقد كان للمملكة وقفة مشرفة ولم يسلط عليها الاعلام وغيره، فقد فتحت ابوابها واستقبلت مئات الألوف من الإخوة السوريين وعاملتهم معاملة المقيمين وكانت بصمات الوالد القائد عبدالله بن عبدالعزيز «رحمه الله واسكنه جنات النعيم» بصمة واضحة عندما اصدر توجيهاته بمساعدتهم والوقوف الى جانبهم وتسهيل امورهم في كل المجالات التي ترتبط بالتعليم والسكن. ان الاهتمام بالاخوة والعرب ورفع معاناتهم واجب تحرص عليه البلاد وحكامها، وما حصل للاخوة اليمنيين وتعديل اوضاعهم ليقارب ما تم تعديله نصف مليون مقيم، ليعيشوا بحب وكرامة في بلادهم الثانية السعودية، ماهي إلا مشاركة صادقة لأخوة العروبة والدين. انها بصمات واضحة يسطرها التاريخ من الازل، وان ما يتم تداوله عبر الرسائل الالكترونية من اخبار وقصائد ومقالات حول اخوتنا ممن ذاقوا مرارة الظلم والعدوان والذل والاسى في بلادهم بحاجة لتفعيل وعمل بكل السبل المتاحة، نحن أمة فيها الخير والرحمة والمحبة، وعلينا واجب لإخواننا والتخفيف عنهم بكل الطرق، لذلك لن نرضى ان تكون صورة الطفل الذي غرق مع إخوته وغيره الكثير ممن عانوا من الظلم والطغيان صورة تتداولها وسائل الاعلام للاستعطاف.. نحن شعوب ترفض الانكسار والمهانة وسوف يعمل الجميع لتقديم المستحيل لنصرة المظلوم ومعالجة الجريح ونصرة المقهور، يجب ان تسبق اعمالنا أقوالنا لنثبت للعالم بأننا خير أمة اخرجت للناس، ولن نستسلم لكل صور الخوف والعذاب والتهجير، اننا حملة امانة لنصرة الحق ومحاربة الظلم بكل صوره، وسوف ينتصر الحق ويندحر كل ظالم شرد أبناء شعبه وضيع حقوقهم، لذلك يجب ان تكون مساهمة الجميع لها بصمة واضحة ترفع المعاناة عن تلك النفوس الكريمة، وان لا تكون صورة الطفل الغريق مادة نتداولها وصورة عابرة لفترة وننسى الدور الذي يجب ان نقوم به من مشاركتهم والاهتمام بهم وتعليمهم الى ان تزول تلك الغمامة عن بلادنا العربية، ولا بد من نصرة الحق والبعد عن المزايدات ونشر التفرقة حتى في الجوانب الإنسانية، ولتكن اعمالنا تترجم افعالنا في كل موقع.