الخفقان هي مجرد شعور الانسان بنبضات قلبه.... وقد يكون ذلك الشعور طبيعيا أو غير طبيعي "مرضي" ....والفرق بينهما ان الخفقان غير الطبيعي يحدث فجأة ويقطع عليك ماكنت مشغولا به ... اما الخفقان الطبيعي فيحدث في حالات الانفعال الشديد او الخوف الشديد او الجري او عندما يركز الانسان في سماع نبضات قلبه ويرخي لها أذنه... وقد يكون هذا الشعور خلال تسارع نبضات القلب او خلال تباطئها او خلال حدوث نبضات القلب في مستوى النبض الطبيعي وقت الراحة واليقظة من 60الى100 نبضة في الدقيقة خصوصا في حالات القلق والتوتر. الخوارج البطينية من أكثر أنواع الخفقان انتشاراً: من انواع عدم انتظام نبضات القلب المنتشرة بين الناس "الخوارج البطينية" وهي انقباضات بطينية مبكرة عن موعدها تسبب اضطرابا في القلب وقد تحدث ولا يشعر بها المريض مطلقا وانما تكتشف صدفة عند اجراء تخطيط القلب ..او تسبب خفقانا غير منتظم ..او ضيقة في التنفس بسبب ضعف القلب..او اغماء بسبب حدوثها على شكل سلسلة سريعة من نبضات القلب بالذات فيمن لديهم ضعف في القلب... ويشعر الذين يعانون منها بنفس الشعور ولكنهم يعبرون عنه بطرق مختلفة فمنهم من يقول "يتوقف قلبي ويشتغل" او"ينتع" او "يرفس" او "إعادة تشغيل" كأنه يحاول "يطلع من صدري" او" ضربة قوية" او يقول المريض " احس قلبي يتوقف لثوان ثم يشتغل بقوة" وكل تلك الاوصاف هي تعبيرات مختلفة لنفس المشكلة وهي انقباض مبكر للبطين "خارج" عن وقته المعتاد... منشأها: غالبا عندما يكون القلب طبيعيا تنشأ من البطين الايمن تحت الصمام الرئوي مباشرة ...واهميتها تنشأ من عدة صفات منها:موقع نشأتها وعددها وتتابعها وردة فعلها لفحص الجهد الكهربائي وتأثيرها على ضغط الدم والاعراض التي يعاني منها المريض وقوة انقباض عضلة القلب . أسبابها: الغالبية العظمى حميدة وبالذات في الشباب ويقصد بحميدة ان ليس لها سبب مرضي خطير حيث ان جميع فحوصات المريض سليمة ولا تسبب له مشاكل صحية على المدى القصير او البعيد ..وهو الحال مع غالبية الخوارج البطينية في فترة الشباب...ولكن هناك اسباب عضوية يجب ان يتأكد منها الطبيب والمريض معا: مثل ضعف عضلة القلب،نقص تروية العضلة بسبب تضيق شرايين القلب، اضطراب الغدة الدرقية ارتفاعا او نقصا وكذلك نقص الاملاح في الدم مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم وارتفاع ضغط الدم، وقلة النوم وانقطاع النفس الليلي وزيادة الادرينالين في حالات القلق المزمن وبعض الادوية مثل الديجوكسين والثيوفايلين وبعض الادوية النفسية مثل ثلاثية الحلقات والتهاب عضلة القلب والتدخين والكافيين في الشاهي والقهوة والكحول وبعض انواع المخدرات مثل الكوكائين. فحوصاتها: يجب التأكد بالسونار ان عضلة القلب طبيعية وان املاح الدم مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم طبيعية والغدة الدرقية طبيعية وفي حالات مافوق الاربعين سنة ان جهد عضلة القلب واداء الشرايين طبيعي... وكذلك تسجيل نبضات القلب 24 ساعة على جهاز الهولتر لتحديد عدد الخوارج ومنشأها والاوقات التي تكثر فيه حيث قد يعطي ذلك اشارة غير مباشرة على سببها فمثلا الخوارج البطينية التي لاتحدث الا خلال النوم قد تكون دليلا غير مباشر على احتمالية وجود انقطاع التنفس الليلي ونزول الاكسجين في الدم ليلا وتأثر القلب من ذلك دون شعور المريض او علمه .... وقد تكون الخوارج متتالية فتشكل تسارعا بطينيا يحتاج الى اهتمام اكثر وفحوصات تركز على اسبابه الكهربائية خصوصا اذا كان مصحوبا بضعف عضلة القلب او فقدان الوعي نهائيا او حدثت بعد الجلطة القلبية بأربع وعشرين ساعة. علاجها: الحميدة منها اذا لم تكن تؤثر على نوعية حياة المريض فلا تحتاج الى علاج وانما نطلب من المريض الابتعاد عن التدخين والقهوة وكذلك الكحوليات اذا كان قد ابتلي بها فهي من اهم مثيرات الخوارج البطينية... أما ممارسة التمارين الرياضية فهي من اهم الوسائل في تثبيط الخوارج البطينية الحميدة ... اما اذا كانت تؤثر على نوعية حياة المريض ونشاطه اليومي ولم يستجب للنواهي اعلاه فنعطي المريض جرعات بسيطة من مضادات مستقبلات بيتا وهي فعالة في خفض شدتها وتكرارها ...اما اذا كانت غير حميدة وأثرت على عضلة القلب ومتتالية ويغمى على المريض فتحتاج الى دراسة كهربائية والى كي مصدر هذه الخوارج البطينية خصوصا عندما تسبب ضعفا في القلب او تتعارض مع علاج اخر مثل جهاز منظم انقباض القلب في حالات فشل القلب او فشل العلاجات الاخرى بالتحكم بها خصوصا اذا كانت تزيد عن 15% عن مجموع نبضات القلب لذلك اليوم....واخطر الخوارج البطينية هي التي تحدث متتالية وسريعة بعد حدوث الجلطة القلبية باربع وعشرين ساعة في وجود ضعف البطين الايسر. القلق والتوتر المصاحب للخوارج البطينية: رأيت بعض المرضى يعاني كثيرا من القلق والتوتر والخوف من هذه الخوارج اذا حدثت اثناء اداء عمله او تمارينه الرياضية او جلوسه مع زملائه او تناوله للطعام ويظل خائفا يترقب ويتنقل بيديه بين تحسس نبضات القلب في الصدر وتحسس نبضات الشريان عند الرسغ فيجعل نفسه في سجن متحرك من تلك المخاوف فأصبح مايعانيه تحديدا هو القلق النفسي والخوف غير مبرر من شيء بسيط...تماما مثل الخوف من السيارة او الطائرة او المجهول ...الخ وكذلك تراه يتنقل من عيادة لأخرى ومن طبيب لآخر ظنا منه انه قد يجد مخرجا من حالته تلك في الزيارة القادمة ولذلك فهذه الحالة تحتاج الى تعاون ومصارحة بين طبيب القلب والمريض والطبيب النفسي للعمل سويا للخروج من هذه المعاناة. والخلاصه: من المهم جدا التأكيد على ان غالبية الخوارج البطيني ليست خطير اذا كانت فحوصات القلب والدم طبيعي ولا تسبب الوفيات ولا جلطات القلب حسب ماسنه الله من قوانين في هذا الكون..وله علاجات تستخدم عند الحاجة لها ولذلك فلا غنى عن التعاون بين الطبيب ومريضه في التحكم بهذه الظاهرة ومعالجتها.