قد يحبس بعضنا ضحكته حتى لا تظهر أسنانه المعوجة أوالتالفة. لكن إهمال العلاج هنا يؤدي أحيانا إلى مشاكل فيالأسنان،ولحسن الحظ أصبح تقويم الأسنان أمرا شائعا الآن،بيد أنه قد يستغرق أكثر من عام ويكون مكلفا للغاية. وربما يتحرج البعض من الضحك أمام الآخرين بسبب منظر أسنانه التي قد تكون تالفة أو غير منتظمة. لكن لحسن الحظ يمكن التدخل طبيا بإجراء عمليات تقويم أو تعديل للأسنان. والأمر هنا لا يتعلق فقط بأسباب جمالية، وإنما أيضا بصحة الأسنان نفسها، فمعالتقدم في العمر تتحرك أسنان الشخص من مكانها أحيانا أو يحدث بها خلل لسبب من الأسباب. وبمرور الوقت تزداد التشوهات سوءا وقد تؤدي إلى سقوط الأسنان إذا أهمل العلاج. وربما يكون فك الشخص منحرفا أو أسنانه نفسها منحرفة، فيجرىتدخل جراحي لإعادة الأسنان إلى مكانها أو تعديل الفك ليكون هناك تناسق. ويقول الطبيب الألماني ماتياس هيشيل -جراح الفم والأسنان بمدينة دوسلدورف- إنهمع التقدم في العمر أو حدوث تغيرات من الممكن أن تتأثر دعائم السن قليلا بسبب الضغط على الأسنان أو الصرير، وهذا أمر شائع، مما يؤدي إلى تحرك الأسنان لتنتج عن ذلك أعباء تؤدي إلى فقدان الأسنان مبكراً. وتقويم الأسنان علاج صعب وليس بسيطا، فمثلا عندما يقوّمالدكتور هيشيلأسنان مرضاه، فإنه يجري في البداية تصويرا دقيقا للفك،ويقوم جهاز الحاسوببهذه المهمة، وبحسب معطيات معينة يحسب الحاسوبأبعاد قالب "دعامة" التقويم المناسب ويحدد التغيرات المطلوبة في الفك. ويستخدم هيشيل دعامات أسنان مصنوعة من البلاستيك لا يمكن رؤيتها ولا تسبب في العادة إزعاجا للمريض.وقد يحتاج الشخص لعامين وعدة آلاف من الدولاراتلينتهي من تقويم أسنانه. فرحلة تقويم الأسنان والفك لا تحدث بين يوم وليلة. ولا بد للشخص من جلسات عديدة وتغيير الدعامات كل بضعة أسابيع حتى تعود الأسنان إلى أماكنها الطبيعية وتأخذ الدعامات الشكل المناسب للفك. ويؤكدهيشيل أن من المهم في نهاية العلاج أن يعلم المريض أن الأسنان لا تبقى من نفسها على الدوام في المكان الذي وضعت فيه، فبعضها يتجه تلقائياً إلى وضع خاطئ مرة أخرى حسب تأثير الضغوط عليه، لذلكمن المهم جدا الحفاظ على وضعها السليم بعد العملية، مما يعني أن بعض أنواع تقويم الأسنان تتطلب أن يضعالمريضتقويم الأسنان ليلامرات عدة في الأسبوع طيلة حياته حتى بعد انتهائه من العلاج.