قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) اليوم إن الأسعار العالمية للغذاء سجلت هبوطا حادا في أغسطس/آب الماضي ناهز 5.2% مقارنة بشهر يوليو/تموز الماضي، وهو ما يعد أكبر تراجع شهري منذ قرابة سبع سنوات، وجاء هذا الهبوط نتيجة وفرة المعروض وانخفاض أسعار الطاقة والمخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الصيني. وبلغ متوسط مؤشر المنظمة الخاص بأسعار الغذاء -والذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة تضم الحبوب والبذور الزيتية والألبان واللحوم والسكر- 155.7 نقطة في أغسطس/آب الماضي منخفضا بـ8.5 نقاط مقارنة بالشهر الذي قبله. وذكرت الفاو أن مؤشر أسعار الغذاء في أدنى مستوياته منذ يونيو/حزيران 2010. بالمقابل، لم تتغير أسعار اللحوم في الشهر الماضي رغم أنها تبقى دون الذروة التي بلغتها في أغسطس/آب 2014 بنسبة 18%. توقعات الإنتاج ورفعت المنظمة الأممية توقعاتها للإنتاج العالمي من الحبوب في 2015 إلى 2.54 مليار طن، وهو مستوى ما زال أقل من مستوى الحصاد التاريخي الذي تحقق في عام 2014. وقالت الفاو إن تعديلها الصعودي لتوقعات الإنتاج سيحسن آفاق إنتاج القمح والأرز مدفوعا في الأغلب بظروف زراعة أفضل من المتوقع في الأرجنتينوالبرازيل والولايات المتحدة. فلبيني يهبط من فوق أكياس أرز مرصوصة في مخزن حكومي بمدينة جنوبي العاصمة مانيلا (رويترز) وتعوض الزيادة المرتقبة من الأميركتين تراجع توقعات محصول الذرة في الاتحاد الأوروبي بسبب الطقس الحار والجاف، بل وتتجاوزه. ويندرج انخفاض أسعار الغذاء ضمن الهبوط الجماعي لأسعار معظم السلع الأولية، ويعزى هذا الأمر جزئيا للمخاوف بشأن الاقتصاد الصيني وقوة الدولار، وشكل هذان العاملان إضافة إلى التوقعات بزيادة المعروض ضغطا على أسعار الغذاء. تضرر المزارعين ويضر الانخفاض الحالي لأسعار المواد الغذائية بهامش دخل المزارعين في العالم، ويزيد من غضب العاملين في القطاع الزراعي الذي سبق أن تلقى ضربة مرتبطة بالاقتصاد الصيني المتباطئ، وقرار روسيا حظر استيراد المواد الغذائية من الدول الغربية. ففي السابع من الشهر الجاري، تدخلت الشرطة البلجيكية بالقوةلتفريق سبعة آلاف مزارع أوروبي تظاهروا أمام مقر المفوضية الأوروبيةفي بروكسل للمطالبة بالتدخل لوقف هبوط أسعار المواد الزراعية، وقد قررت المفوضية في وقت سابق تخصيص مساعدات طارئة بقيمة 557 مليون دولار لتخفيف الضغوط على المزارعين.