الموظف الجديد منذ أن يستلم أول مرتب تبدأ الأفكار والحيرة في أي نوع من السيارات يشتري، ويحاول أن يصل للسيارة التي يسمح له راتبه بشرائها، طبعا إما بالإيجار أو الأقساط أو بقرض. وبعد أن يستلم السيارة ومرور أشهر يبدأ بالإحساس بأن راتبه لم يعد يكفي وهي نتيجة طبيعية لعدم التخطيط واتخاذ القرار الجيد. أذكر قبل عشر سنوات كان لي صديق اشترى سيارة بمبلغ مائة ألف ريال «كاش»، باركت له ولا شعوريا قلت له «لو اشتريت أرضا في ذاك المخطط بهذا الثمن، أليس أفضل؟»، وكانت الأراضي في ذلك المكان بتلك الأسعار، نظر إلي باستهزاء وقالي لي «خليني أكشخ». قبل أيام رأيت تلك السيارة بحالة متهرئة و موصولة بسلك اشتراك لمحاولة تشغيلها ولو سيمت الآن بالسوق فلن تسوى أكثر من عشرين ألف ريال، لا حظ عزيزي القارئ، الهدر قدره ثمانون ألف ريال، وأزيدكم من الشعر بيتا، الأرض التي كانت قيمتها بقيمة السيارة آنذاك، سعرها مليون ومائة ألف! والمثال الآخر للهدر المالي صديق اشترى سيارة بالإيجار بقيمة سبعين ألف ريال إجمالي القيمة على أقساط شهرية لـ 5 سنوات، عندما علمت بذلك سألته «كم سعر السيارة كاش؟»، قال «36 ألف ريال»، بمعنى أنه يدفع 34 ألف ريال في فوائد الأقساط إن صح التعبير أي مبالغ معدومة. وجهت له سؤالا آخر بعد الخمس سنوات، «كم تسوى سيارتك؟» فأخبرني «بحدود 20 ألفا»، وهذا يعني أن مبلغ 50 ألف ريال أموال مهدرة، أي أن دخل 6 أشهر من العمل تقريبا ذهب هباء في الهواء. لذلك أنصح كل شخص بالتفكير في اتخاذ مثل هذه القرارات وذلك لحماية ثروتك وكذلك الأهم حماية ثروات الوطن من الخروج خارج الدائرة الاقتصادية للوطن. م. ماهر السيد