محاولات تزييف التاريخ الرياضي الفلسطيني تصطدم بمنطق "التاريخ والجغرافيا" عبدالله القواسمة (أبوظبي) تخطى الكثير من المهتمين خلال الأيام الماضية، وفي خضم تعليقاتهم على مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم وشقيقه الفلسطيني التي جرت على ملعب فيصل الحسيني ضمن تصفيات كأس العالم مساء الثلاثاء الماضي، أن هذه المباراة ليست الأولى للمنتخب الفلسطيني على أرضه مع منتخب عربي في هذا الاستحقاق، بعدما سبق له وأن واجه نظيره المنتخب المصري في تصفيات مونديال “1934"، وهي المواجهة التاريخية التي كانت عرضة للتشويه من قبل إسرائيل طوال العقود الماضية، حيث كانت وما تزال تصر على أن "منتخبها الوطني" هو الذي خاض هذه المباراة عبر أدلة كانت وما تزال تسوقها وأقنعت من خلالها الاتحاد الدولي لكرة القدم بإدراج هذه المباراة ضمن تاريخ مشاركتها بتصفيات المونديال، لكنها أي الدلائل ليست سوى محاولة للسطو على التاريخ الرياضي الفلسطيني وبالتحديد رياضة كرة القدم التي عرفت طريقها إلى المدن الفلسطينية منذ مطلع القرن الماضي. وتكمن أهمية مواجهة الأبيض مع فلسطين في أنها الثانية التي تجمع المنتخب الفلسطيني على أرضه مع منتخب عربي بالتصفيات بعد "81" عاماً على مواجهة مصر، في حين أنها الرابعة التي يخوضها المنتخب الفلسطيي على أرضه بشكل عام في هذا الاستحقاق بعدما سبق له استضافة المنتخب الافغاني يوم الثالث من يوليو عام “2011” لحساب الدور الأول من تصفيات مونديال البرازيل عام 2014 ثم المنتخب التايلندي يوم "28” يوليو من العام نفسه بالدور الثاني من ذات الاستحقاق. ويمكن اختصار قصة فلسطين مع تصفيات "1934” بخوضها مباراتين أمام المنتخب المصري ذهاباً وإيابا حيث كان النظام يقضي بأن يتأهل الفائز من مجموع المباراتين إلى النهائيات التي أقيمت في إيطاليا صيف العام نفسه، إذ التقى المنتخبان بداية بالقاهرة يوم 16 مارس 1934 وفاز حينها المنتخب المصري بنتيجة "7-1” قبل أن يقام لقاء الإياب على ملعب البصة بمدينة يافا بتاريخ 6 أبريل "1934” وخلصت أيضاً لمصلحة المنتخب المصري بنتيجة "4-1”، علماً بأن بعض الروايات تشير إلى أن لقاء العودة جرى في مدينة القدس. ولتناول هذه القضية بالتمحيص لا بد من الإشارة بداية إلى وجود رأيين تاريخيين متضادين، الأول يؤكد أن من واجه المنتخب المصري بتصفيات "1934” هو المنتخب العربي الفلسطيني وهذا ما كان يشير إليه الصحافي والمؤرخ الرياضي الأردني الراحل سليم حمدان في العديد من الموضوعات التي نشرها إبان عمله الصحفي الذي إمتد على مدار أكثر من أربعين عاما، أما المؤرخ الرياضي الفلسطيني عصام الخالدي فيؤكد أن هذا المنتخب (الفلسطيني) كان قوامه من اللاعبين الإنجليز واليهود الذين سيطروا على "جمعية فلسطين لكرة القدم" الممثل الشرعي لكرة القدم الفلسطينية آنذاك، لذلك فإن التساؤل الأول الذي يبرز عند الحديث في هذه القضية، هل هذا المنتخب الذي واجه مصر مثل فلسطين أم "إسرائيل" الكيان الذي لم يكن موجوداً على الخريطة؟. ... المزيد