ما هو النشاط السياسي السعودي الذي يحذر منه رئيس مجلس الشورى الايراني، وما هي ملامحه الخطيرة التي ازعجت السيد لاريجاني؟ من نيويورك خاطب المسؤول الايراني الجمهور العربي عبر قناة الميادين محذرا بعض الدول الخليجية من الانسياق وراء الموقف السعودي النازع لمحاصرة مشروع بلاده التوسعي، فالسعودية تعمل على شل الايادي الايرانية في المنطقة، ووقف التمدد الايراني هو رأس اولويات السياسة الخارجية السعودية، اوقفته بالامس في البحرين واليوم في اليمن، وهي في اتجاهها لبتر يد المخاطر الايرانية في الخليج التي ظهرت بشكل اسلحة مخزنة واحزاب صفوية تعبث في أمن الخليج.. لا توجد مخاطر متوقعة تتبعها التنبؤات تصدق او لا تصدق، ولكن توجد مخاطر حقيقية ومشاهدة والسكوت عنها جبن وخيانة، الخليج الذي تريده طهران فارسيا لن يكون عربيا في هذا التاريخ إن جعل اهل الخليج مصيرهم بيد عملاء يحذرون من الخطر ويعملون على تحقيقه، حيث يظهرون المخاطر على امن الخليج ويخفون اسبابها لاعتبارات قد تكون نتيجة لتحالفات مخفية، السيد لاريجاني يستشهد بالوضع الحالي في العراق في تحذيره من التحرك السعودي "السعودية تعمل لعرقلة الجهود الايرانية التي تصب في مصلحة الشعب العراقي" ونكمل تصريح رئيس مجلس الشورى الايراني بعبارة قالها الشعب العراقي شيعته قبل سنته: "العراق حرة حرة، وطهران برا برا" فالسعودية تريد ان تكون ايران خارج العراق ليعود لحظيرته العربية ويمتلك زمام سيادته ليحافظ على وحدة ترابه الوطني من التقسيم، فوحدة العراق ونزع فتيلة الاحتراب الطائفي منه، سياسة سعودية معلنة، نعتذر من السيد لاريجاني إن كانت هذه السياسة مزعجة لمزاجه السياسي.. الضمير العربي على الرغم من انسداد شعبه الهوائية وحالة الاختناق التي يمر بها، الا انه بدأ يتعافى وبسلامته التامة لن يبقى لطهران وجود في العالم العربي.. لبنان ينتفض وسورية مشتعلة فوق رؤوس الحرس الثوري، والخليج تجاوز حالة الاختناق، يبقى الامل منصبا على الجهود السعودية وشقيقاتها العربية للاشراف على معالجة هذا الضمير الذي بدأ يتعافى من مرض المشروع الايراني. السيد لاريجاني أراد تذكير الجمهور العربي بموقف المملكة المؤيد لصدام حسين في حربه مع بلاده الذي استمر 8 سنوات، حيث يرى ان المملكة بموقفها اليوم تكرر موقفها في السابق الذي يراه خاطئا! الخطأ ليس في تأييد الحرب ضد طهران التي تريد تصدير ثورتها للعالم العربي، بل الخطأ في صدام الذي كافأ العرب على موقفهم المؤيد له بحربه مع ايران، بغزو الكويت، فلم تكن المملكة وحدها من وقفت مع العراق في حربه ضد طهران ولو كانت لكان ذلك نصرا لعروبتها وعروبة العراق، ولكن اغلب الدول العربية ساندت صدام في حربه مع الفرس، فالسعودية عملت على حماية عروبة العراق وكرامته في تلك الحرب، وعندما اختل زعيمه واحتل الكويت عرفت كيف تخرجه مدحورا ذليلا، فصدام الامس لا يختلف عن طهران الامس واليوم فكلاهما عينه متجهه للخليج، فصدام جرب العبث بالخليج وهلك، وطهران بإذن الله ستكون تجربتها مهلكة لها ولأذنابها في سورية قبل الخليج. لمراسلة الكاتب: malmutairi@alriyadh.net