أكد وزير الصحة على أهمية دعم الدراسات والبحوث الإكلينيكة التي تجرى لعلاج وتشخيص مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) في مملكة البحرين، مثنياً على الجهود الحثيثة والمبادرات القيمة التي يبذلها المختصون في مجال الطب والصحة بالبحرين من أجل الإهتمام بعلاج هذه الشريحة من المرضى بالمجتمع البحريني. وأكد الوزير الشهابي على حرص وإهتمام الوزارة البالغ بتنفيذ توجيهات سمو رئيس الوزراء في إعطاء الأولوية والرعاية الصحية اللازمة والشاملة لهذه الفئة من المرضى والعمل على توفير كافة الإحتياجات الضرورية لهم من علاج وتشخيص وبحوث إكلينكية تواكب أحدث ما تم التوصل إليه في مجالات الطب الحديث، مثمناً الجهود المبذولة من قبل كافة الفرق الطبية والتمريضية المسئولة عن رعاية مرضى السكلر ودورهم الهام في تنفيذ هذه التوجيهات السامية. وأعرب الوزير عن تقديره العميق للتعاون العلمي المشترك والمستمر بين وزارة الصحة وجامعة الخليج العربي لعرض نتائج آخر البحوث والدراسات التي تتعلق بهذا المرض والتي تصب في صالح خدمة المرضى والتخفيف من معاناتهم مع نوبات ومضاعفات المرض. وكان وزير الصحة قد حضر مساء اليوم الأربعاء (9 سبتمبر/ أيلول 2015) إجتماع الندوة التعريفية للعقار الجديد المخصص لعلاج مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) بمقر جامعة الخليج العربي، حيث أشاد الوزير بالتعاون العلمي المستمر بين وزارة الصحة وجامعة الخليج العربي وبمشاركة الخبرات العالمية في مجال علاج مرض السكلر، منوهاً بسعي الوزارة تجاه مواكبة أحدث البحوث والدراسات العلمية الصادرة والتطورات الدوائية المتعلقة بهذا المجال. ومن جهتها أكدت نائب رئيس الأطباء بمجمع السلمانية الطبي ورئيس مجلس إدارة مركز أمراض الدم الوراثية رجاء اليوسف بأن الفريق الأكاديمي الإكلينيكي بمجمع السلمانية الطبي قد شارك في إجراء دراسة على دواء جديد لبحث مدى فعاليته في التخفيف من حدة ونوبات الألم التي يتعرض لها مرضى فقر الدم المنجلي. وأوضحت رجاء اليوسف بأنه من المعروف أن مرض فقر الدم المنجلي هو مرض وراثي ولا يوجد حتى اليوم دواء يؤدي إلى الشفاء التام من المرض وإنما تتركز الجهود الصحية في الوقاية وعلاج أعراض المرض مثل الهيدروكسيوريا وعلاج نوبات الألم بالأدوية المسكنة والمحاليل الوريدية، مشيرةً بأن المشكلة الأساسية في المرض تكمن في زيادة تجمع وتجلط كرات الدم الحمراء نتيجة لوجود هيموجلوبين مختلف والذي بدوره يؤدي إلى حدوث نوبات الألم. وقالت رجاء اليوسف بأن الباحثين قد توصلوا إلى دواء جديد يساعد على تقليل حدة إلتصاق الكريات الدموية الحمراء بعضها ببعض داخل الأوعية الدموية ولذلك فهو يعطى أثناء النوبة الحادة على أمل أن يقلل زمنها وقد يشفيها نهائياً ومن ثم يمنع المضاعفات الناتجة عن هذا التجلط. وأضافت اليوسف بأن إقرار أي دواء علاجي يجب أن يمر بمراحل متسلسلة في البحث العلمي على عينة تطوعية من المرضى أولاً كما هو متعارف عليه حسب النهج والاسلوب العلمي في البحوث الإكلينيكة. كما أكدت على حرص وزارة الصحة على توفير كل سبل العلاج لهذا المرض ولذلك فهي تعمل على تشجيع البحث العلمي في هذا المجال، ومن هذا المنطلق يقوم مجمع السلمانية الطبي بالتعاون مع جامعة الخليج العربي ومعهد كارولينسكا في السويد بتنفيذ تجربة هذا الدواء الجديد، وبذلك تكون مملكة البحرين من ضمن أربع دول يجري فيها هذا البحث إضافة لكل من هولندا ولبنان وتركيا.