ليس ثمة شك أن السعودية تمارس دورا إيجابيا فريدا على الصعيد العربي. هذه المسؤولية، هي جزء من الإرث الذي أسس له الملك عبد العزيز ـــ يرحمه الله، وتابعه من بعده أبناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله يرحمهم الله. يكمل رعاية هذه الأمانة حاليا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـــ يحفظه الله. لقد كانت اهتمامات المملكة، دوما الحفاظ على السلام بين الأشقاء، والوقوف معهم في كل الملمات. السعودية كانت ولا تزال تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأولى، ولم تتأخر المملكة عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني ومساندته. ورغم أن آفة ما يسمى الربيع العربي، قد شغلت العرب والمسلمين عن قضيتهم الأولى، لكن المملكة كانت ولا تزال تواصل الدفاع عنها في مختلف المنابر الدولية. من يقرأ التاريخ، سيدرك أن الوقفة النبيلة والقوية التي وقفتها السعودية تجاه الحكومة الشرعية في اليمن، ليست أمرا طارئا، فقد كانت المملكة ولا تزال الداعم الأول للأشقاء هناك. هذا الأمر يتسق مع الثوابت السعودية التاريخية، فوقفة المملكة مع البحرين تأتي من المنطلق نفسه، وإصرار المملكة على تحرير الكويت من الاحتلال العراقي في مطلع تسعينيات القرن الماضي هو نتاج هذه السياسات الثابتة، وكذلك الأمر بالنسبة لدعم خيارات الشعب المصري في ثورته الثانية. في كل هذه الأحداث المفصلية، يبدو قرار المملكة هو القرار الحاسم والحازم، سواء في حالة اليمن أو البحرين أو الكويت أو مصر، إذ كانت تلك القرارات السعودية المسؤولة، هي التي توجه البوصلة، من أجل إيجاد واقع عربي أفضل. وكما تحررت الكويت، وكانت الجهود والأراضي السعودية المنطلق للحزم والتحرير، تمت حماية البحرين من التغول الصفوي، وجاءت قوات درع الجزيرة عبر السعودية لتؤكد أن البحرين مثلها مثل الكويت خط أحمر، لا يمكن التنازل عنه. والكلام نفسه ينسحب على مصر، وعلى سورية... إلخ. عندما تتأمل في هذه الثوابت السعودية، لن تجد ترددا أو تراجعا، لكن من المؤسف أن ذاكرة بعض الناس ضعيفة، ويسهل التلاعب بها من قبل بعض الذين لا يحبون المملكة. لم تتباه السعودية باستضافة أكثر من مليون لاجئ سوري، ولم تتباه بتصحيح أوضاع نصف مليون يمني، ولم تتحدث مطولا عن وقفاتها التاريخية الشريفة مع كل الأشقاء إذ تعتبر هذا الأمر جزءا من ثوابتها التاريخية.