دفعت عزيمة ثوار الضالع وإصرارهم على مقاومة الحوثي وميليشيات المخلوع إلى إعادة الحياة لدبابة متهالكة كانت ملقاة في منطقة بين المسيمير وردفان، لتكون السلاح الثقيل الذي لا يملكون غيره. حكاية "شعلة"، وهو الاسم الذي أطلق على تلك الدبابة الخردة، بدأت حين وجد مقاومو الضالع أنهم لا يملكون أي سلاح ثقيل يسكت عنهم قذائف المتمردين، فبدأ عدد من الفنيين والمهندسين العسكريين العمل على إصلاحها، ثم قيادتها إلى قمة جبل "الدريب" لتبدأ مهمتها في دك مواقع التمرد في اللواء 33. شعلة الأسطورة تمكنت من تدمير أكثر من 50 دبابة للمتمردين، بعد أن استنفدت نحو 1000 قذيفة هي كل ما تمتلكه المقاومة قبل أن يصلها الدعم من قوات التحالف العربي. تعارف مواطنو الضالع على وجود دبابة قديمة متهالكة في منطقة مهجورة بين المسيمير وردفان، حيث كانوا ينظرون إليها على أنها "خردة" لا أكثر، فقد كانت خارجة عن الجاهزية، لكن عزيمة ثوار المقاومة الشعبية جعلت من تلك "الخردة" مدفعاً يصب حمم الموت والغضب على رؤوس ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وتدكها دكا. بدأت الحكاية حينما كانت المقاومة في الضالع تفتقد لأي سلاح ثقيل يساعدها في إسكات مدافع التمرد، التي كانت تمطر المدينة وقرى الضالع بالقذائف، وصواريخ الكاتيوشا. فجاءت الفكرة بأن يتم إصلاح الدبابة، شعلة. ولأن الحاجة أم الاختراع، تحمس عدد من الفنيين والمهندسين العسكريين بقيادة الشهيد العميد عمر ناجي، والعقيد علي ناصر المعكر اللذين كانا يعملان في وحدة الهندسة العسكرية بالجيش الجنوبي الذي حله المخلوع صالح، للفكرة، وبدؤوا العمل في إصلاحها على مدى ساعات طويلة، يواصلون الليل بالنهار لأجل إصلاح تلك الأسطورة. استعادة الدور وما أن بدأت الحياة تعود للدبابة "شعلة"، وبدأت محركاتها في الدوران، حتى تمت قيادتها من محافظة لحج، وتمهيد الطريق الوعرة والترابية لها، حتى تمركزت في جبل "الدريب" في مديرية جحاف في الضالع، وهو الجبل المطل على مدينة الضالع من الجهة الغربية، لتبدأ الدبابة مهمة دك مواقع وحصون التمرد في اللواء 33 مدرع الموالي للانقلابيين، حيث أمطرته بالقذائف المدمرة بدقة كبيرة بفضل طاقمها المؤهل، واستمرت في أداء تلك المهمة لأكثر من أربعة أشهر، تمكنت من أطلاق نحو 1000 قذيفة، كانت هي كل ما تمتلكه المقاومة قبل أن يصلها الدعم من قوات التحالف العربي. فيما كانت جبهة التمرد تمتلك أكثر من 50 دبابة كانت تتساقط كأوراق الخريف أمام صمود "شعلة". ورغم أن أفراد الطاقم الذي كان يديرها تعرض للاغتيال مرات عديدة، إلا أن عناصر المقاومة كانوا يسارعون للانضمام للطاقم. فغالبيتهم كانوا يريدون الصعود على متن هذه الأسطورة ليخلد اسمه في مسيرتها القتالية. تخليد الذكرى ويقول القيادي البارز في المقاومة الشعبية بالضالع، عيدروس الزبيدي إن "شعلة" كان لها دور كبير في تحييد الكثير من المدفعيات وراجمات الصواريخ التابعة للمتمردين، وتدمير مواقعهم. خلال 1500 ساعة حرب أدتها، مشيرا في ذات الوقت إلى أنه وبعد وصول الدعم للمقاومة، وحصولها على عدد من دبابات العدو، تم تعزيز الدبابة، بعدد من الدبابات التي انضمت لعمليات قصف مواقع التمرد. من جانبه قال الصحفي والناشط السياسي لطفي شطارة، "شعلة قلبت موازين الحرب في الضالع، ودمرت كافة تحصينات ميليشيات التمرد في موقع المظلوم، وأسهمت في ترجيح كفة المقاومة الشعبية هناك وتحقيق النصر. لذلك طالبنا بالحفاظ عليها وجعلها في موقع يليق بالدور الذي لعبته، لتكون شاهدة على مرحلة مهمة من تاريخ المنطقة. كما دعا عدد من قيادات المقاومة والصحفيين في عدن إلى وضع الدبابة "شعلة" في متحف حربي يليق بسمعتها وما قدمته من انتصارات جبارة لصالح المقاومة، كونها حولت مجرى المعركة إلى نصر للضالع والجنوب.