×
محافظة القصيم

الإيقاع بشابين سرقا عدد من المركبات في الرس

صورة الخبر

تعرضت في مقالة سابقة لبعض ما يروى في هذه الأيام عن نوري السعيد من طرائف ومواقف، كان منها ما جرى من مناقشات في مجلس النواب.. تصدى له يومًا النائب عبد الجبار جومرد، فقال: «هذا البلد الحضاري، بلد هارون الرشيد، انظروا ما آل إليه بيد هذه الحكومة الفاشلة». وقف أبو صباح ليرد عليه فقال: «حضرة النائب، يشير إلى بلد الرشيد.. يا سيدي المحترم، نحن لم نتسلم حكم العراق من يد هارون الرشيد وخربناه، ولكن تسلمناه من يد الوالي العثماني ناظم باشا»، وضج المجلس بالضحك! وحدث أن شن الشيخ رضا الشبيبي حملة شعواء على حكومته.. رفعت الجلسة، والتقى الاثنان في الممر، قال له الباشا معاتبًا: «اسمع شلبي، والله إذا سقطنا واجا غيرنا يحكمكم، راح تشوفون كيف شرطتهم تجي بالليل وتاخذ بناتكم من بيوتكم وما تقدرون تفكون حلوقكم وتعترضون». مرت سنوات وسقط النظام الملكي وتسلم البعثيون الحكم وقاموا بحملتهم ضد كل اليساريين، وكان منها أن داهموا بيت الشبيبي وأخذوا ابنة أخيه. لم يملك الشيخ غير أن يذهب للرئيس عبد السلام عارف ليوسطه في الموضوع، ويخلص البنت من قبضة الشرطة، وكان أن استذكر كلمات الباشا فرواها له: يا سبحان الله، صدق ما قال أبو صباح: «..شرطتهم تجي بالليل وتاخذ بناتكم من بيوتكم وما تقدرون تفكون حلوقكم وتعترضون». شاعت هوسة «نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانها» بعد وثبة 1948 ضد حكومة صالح جبر. ويظهر أن الباشا استأنس بهذه الهوسة الشعبية، كيف لا وهي تجعل صالح جبر قيطانًا له؟! يروي السيد شاكر، الملاحظ في مديرية الدعاية العامة، أنه ذهب ذات يوم إلى بيت الباشا ليعرض عليه نصًا معدًا للنشر لإطلاعه عليه.. فيما كان جالسًا معه يبحث النص، دخل أحمد مختار بابان، أحد وزرائه، ليرجو منه تدخلاً في قضية شاب كردي اعتقلته الشرطة. قال له إن «هذا الشاب مرشح للبعثة في الخارج، واعتقاله سيفوت عليه الفرصة، أحسن شيء إطلاق سراحه ليسافر للبعثة ونخلص من شره». اتصل أبو صباح بالسجن وطلب إحضار الشاب. جاءوا به، فقال له: «أنت شاركت في المظاهرات وكنت تهتف فيها.. اصعد على هذي الطاولة واهتف كما كنت تفعل». حاول الشاب التملص من الطلب، ولكنه لم يملك غير أن يصعد على الطاولة ويهتف هتافات وطنية بسيطة. قال له: «لا.. مو هالشكل.. اهتف الصدق». اضطر أخيرًا أن يهتف ذلك الهتاف: «نوري السعيد القندرة..».. إلخ، فضحك أبو صباح وصفق له ساخرًا، ثم أطلق سراحه. تكرر مثل ذلك في بيت الشيخ فرحان العرس، الذي اعتاد على تنظيم قبول شهري في بيته. وحضر الحفل نوري السعيد، فسمع حفيد الشيخ بذلك، فراح يغني ببراءة الأطفال: «نوري السعيد القندرة.. إلخ»، فأمسك به وقال: «تعال إيش قلت؟»، فردد الطفل الكلمات، فسأله: «من هو القندرة؟»، ارتبك الطفل وتخوف، ولكنه أصر عليه ولم يفكه حتى رفع أصبعه الصغيرة في وجهه وقال: «أنت!». واستغرق الحاضرون ومعهم نوري السعيد في الضحك.