×
محافظة الرياض

976 ناخباً وناخبة و19 مرشحاً للمجلس البلدي بوادي الدواسر

صورة الخبر

زيارة استثنائية ورسائل استشرافية واضحة من زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لواشنطن. ويكفي المتابع المنصف أن يرى حجم المتابعة والتحليلات الإعلامية عالميا لهذه الزيارة. ويهمني في بحر تلك التغطيات الإعلامية رسالة الملك سلمان عن الرخاء واستقرار المنطقة وشعوبها وفتح نوافذ مستقبلية للشباب السعودي. قال الملك بوضوح للرئيس الأميركي "نحن نعيش برخاء في المملكة ولله الحمد، ولكننا نريد الخير لشعوب المنطقة والعالم. وشاطر الرئيس الأميركي باراك أوباما ذلك الاهتمام خاصة عن طموح الشباب السعودي ورؤية الملك. فهو يرى أن العلاقات السعودية - الأميركية وما نتج عنها من اتفاقيات استراتيجية عرفت بشراكة القرن 21 بين البلدين سوف تنعكس إيجابيا على المنطقة العربية عموما وعلى أبناء المملكة بشكل خاص، وسوف تقطع الطريق على المزايدين في صناعة وبيع الكلام على الهواء. ولا يستطيع المتابع للزيارة وملفاتها الساخنة عن اليمن وسورية ومحاربة الإرهاب والقضية الفلسطينية والنفط أن يغفل ذلك الحضور الشبابي السعودي اللافت. فالحضور الشبابي السعودي من داخل الولايات المتحدة يكشف عن حجم الاهتمام السعودي بتطوير مواردنا البشرية عبر برامج الابتعاث ومن خلال الأندية الطلابية السعودية التي وصلت الى ما يقارب 300 ناد تتوزع على مختلف الولايات والمدن الرئيسة المكتظة بالمبتعثين. فمن بين هؤلاء الطلبة تنتقل الخبرات وتتعزز الطموحات. ويمكن معرفة طبيعة هذا الحضور عندما امر الملك بضم الدارسين على حسابهم للبعثة. وحجم البعثة للولايات المتحدة يعتبر الأعلى بين دول الابتعاث. وهناك حضور شبابي سعودي لافت من ابرز وجوهه أنشطة السفارة والملحقيات وبقية اركان السفارة المختلفة. وهناك مجموعة "سعوديون في أميركا" كتجمع في الواقع وفي العالم الافتراضي يثبت أن هذه القارة باتت تستقطب الكثير من ابنائنا. ولعلها أن تكون فرصة استثنائية نتجت عن زيارة خادم الحرمين الشريفين وتوقيع الاتفاقيات الكبرى أن نبدأ في ترجمتها الى برامج عمل ومنتجات تصب في مصلحة الطرفين. فكل طرف يعمل على الاستفادة القصوى من أجواء الصداقة بين البلدين. ولست بالقلق على تطوير وتفعيل الشق الحكومي من تلك الاتفاقية، فحكومتنا عودتنا على العمل بصمت حتى نلمس النتائج على ارض الواقع. ولكن ما يقلقني هو غياب الدعم عن شريحة الشباب فيما يتعلق بتطوير مبادرات شباب الأعمال السعودي وتنفيذها. فشباب الأردن على سبيل المثال قام بزيارة للولايات المتحدة وتقدم بمثل مبادرات شبابنا وفتح آفاق العمل التطوعي والاستفادة من التجارب الاميركية. ونعرف جميعا أن الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها اخذها مما يعني ان نستفيد من مبادرات الاشقاء العرب وغيرها من المبادرات العالمية التي استفادت من التجربة الاميركية. فنحن بحاجة الى خارطة طريق مبنية على احتياجاتنا وعلى تجارب الآخرين. فنحن لسنا بحاجة الى اختراع العجلة من جديد. فهناك التجربة اليابانية والصينية والكورية والبرازيلية وحتى التركية والاوروبية، والقادم الآن هو الإعداد للتجربة الكوبية. فشبابنا يستطيع طرح وتنفيذ المبادرات في مجالات عدة، وخاصة في مجالات الاقتصاد المعرفي. ولدنيا اهتمام واضح بمبادرات الشباب، فمركز الملك سلمان للشباب والذي يرأسه ويدعم برامجه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويضاف له معهد الملك سلمان لريادة الاعمال في جامعة الملك سعود كذراع اكاديمية بحثية يعمل في ذات الاتجاه. وهناك مجالس شباب الأعمال في مختلف مناطق المملكة. بل وحتى على مستوى السنوات التحضيرية والثانوية العامة بدأت تطرح الأفكار الإبداعية وريادة الأعمال. ولكن هذه الصورة الجميلة لا تكتمل الا ببناء جسور بين تلك الجزر المتباعدة. ولكن لعل المؤشرات التي برزت من زيارة خادم الحرمين لأميركا أنها ألمحت الى الاسم المرشح كسفير لخادم الحرمين في واشنطن. فالشخصية التي تدور حولها الأضواء هي شخصية سعودية عرفت بقربها من منطلقات صناعة الاستثمار في المملكة وقريبة جداً من مبادرة الشباب والانفتاح عليها. واتمنى ان تستعد تلك المجموعات الشبابية بمبادراتها لتكون على طاولة السفير قبل ان تمتلئ هذه الطاولة بالعديد من الملفات الساخنة.