الحج أحد أركان الإسلام الخمسة ومناسبة عظيمة، وأود أن أذكر الإخوة المسلمين أن هناك أنظمة وضعتها الدولة، لتنظيم أداء شعيرة الحج للحجاج، وهذه الأنظمة خارجية كُلفت بها الدول الإسلامية لتطبيقها على حجاجها، وأنظمة داخلية لتنظيم حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، حتى لا يتسببوا في مزاحمة من يريد الحج لأول مرة، ولكن من المؤسف جداً أن هناك تحايلا على هذه الأنظمة التي هي في صالح الجميع، لذا يلجأ بعض قاصدي الحج إلى التحايل بطرق غير مشروعة، من خلال الغش والخداع والتهريب، مع العلم أنهم لا يكتفون بحجة واحدة، بل كل عام يسلكون طرقهم الملتوية، لأنهم يعرفونها جيدا، ويزاحمون الحجاج في مشاعر الحج، ويفترشون الأرض والشوارع والممرات، مما يسبب ضيقا وزحاما لا يطيقه الحجاج، خاصة كبار السن والنساء، الذين أتوا إلى هذه البلاد بكل مشقة وعناء لأداء فريضة الحج، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا. وقد أعلنت الجهات الحكومية المعنية في وقت سابق، أنها ستكثف نقاط التفتيش والفرز الأمنية في جميع مداخل العاصمة المقدسة، لمنع دخول حجاج الداخل الذين لا يحملون تصاريح الحج لهذا العام، بالإضافة إلى ضبط مهربي الحجاج إلى المشاعر المقدسة. والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، ويجب على كل مسلم ومسلمة مرة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلا، وذكر صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف(الحج لمن استطاع إليه سبيلا). والسبيل لا يعني الطريق الموصل فقط، وما أكثره في هذا العصر، عصر الطائرات والقطارات والسيارات والسفن والبواخر، ولكن السبيل كلمة شاملة كاملة لكل ظروف المسلم الشخصية بكل أنواعها النفسية والاقتصادية والاجتماعية، لذلك هل اقتدينا بسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، وذهب كل مسلم للحج لمن استطاع إليه سبيلا فعلا. لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وذكر صلى الله عليه وسلم أن الدين يسر وليس عسرا وذلك في حديثه الصحيح (بعثنا ميسرين لا معسرين) فلذلك ديننا الإسلامي، الدين القيم، دين الوسطية والاعتدال، دين اليسر في الفقه والعبادات والمعاملات، لذلك فرض الله سبحانه الحج مرة واحدة في عمر الإنسان المسلم، ولكن لمن استطاع إليه سبيلا. وفي خطبة يوم الجمعة الماضية قال إمام الحرم النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير، إن ترك التطوع بالحج في وقت شدة الزحام بقصد التوسيع على كبار السن والنساء والضعفاء والمرضى من أعظم القربات؛ لأن التطوع بالحج سنة والتحرز من أذى المسلمين واجب. وأضاف فضيلته بأن الصدقة والإنفاق على المحتاجين أفضل من التطوع بالحج، مؤكداً على أهمية التزام بالأنظمة في الحصول على التصريح بالحج؛ لأن تحديد أعداد الحجاج يدفع مفاسد التزاحم وحصول الفوضى. وحذر الشيخ البدير خلال خطبة الجمعة بالمسجد النبوي، ممن يتجاوزون المواقيت للهرب من نقاط التفتيش وأنظمة الحج، لافتا إلى أن هذا العمل من أعظم الذنوب، لأن صاحبه يسلك مسلك الغش والحيل والرشوة، واصفا ما يتقاضاه المهربون بالكسب الخبيث والمال الحرام.لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فهل يعي المتحايلون على الأنظمة هذا الخطا الجسيم الذي يقعون فيه.