رغم المصاب الجلل في استشهاد زوجها البطل أحمد غلام عبد الكريم لنغاوي إلا أن عبير عبد الرضا تيمور لم تخف مشاعر الفخر والاعتزاز بما قام به والد أبنائها الأربعة الذي استشهد في ميدان الشرف، مؤكدة أنه لا يمكن إنكار مشاعر الألم الممزوجة بالعزة لفقدان رفيق الدرب. عبير موظفة في مواصلات الإمارات، ارتبطت بالفقيد في العام 2004 ولها منه أربعة أبناء اكبرهم عبد الله عشر سنوات، وعيسى ثماني سنوات وعلياء أربع سنوات، فيما مريم الصغيرة تجاوزت العام بقليل، تتحدث عن أخلاق زوجها رحمه الله، قائلة كان هادئا، طيبا لم أسمعه يتحدث بسوء عن أحد. السفرة الأخيرة يوم سفره الى اليمن السفرة الأخيرة أعددت له مستلزماته من ملابس وخلافه، وبينما كنت أجهزها لم تتوقف دموعي لا أدري لذلك سبباً، فاستغرب وقال لي ما بك، توكلي على الله ودّعني وودّع أبناءه وعندما أغلق الباب خلفه انتابني الإحساس بأنه مغادر بلا عودة. وتابعت: عندما زفت لي ابنة أخت زوجي خبر الاستشهاد، شكرت الله ان زوجي عاش عزيز النفس، محبوبا بين الناس، ومات وهو يدافع عن الحق، معتبرة ذلك وسام فخر وعز تضعه على صدرها أبد الدهر. عودة مفاجئة وعن آخر تواصل لها معه قالت إنه اتصل بها قبل الاستشهاد بيوم وكان صوته مليئا بالفرح والسعادة، وأخبرني انه عائد قريبا جدا، وسيكون حضوره مفاجئا، لم أكن أدري انه سيعود لكن محمولاً على الأكتاف. وترى عبير ان لقب زوجة شهيد وسام شرف ستحمله على صدرها. وقف عبد الله 10 سنوات في خيمة العزاء الخاصة بالرجال ليأخذ عزاء أبيه الى جانب أقربائه، في مشهد يثير الحزن والفخر في آن واحد، يقول عبد الله: والدي قدم حياته فداء للوطن وهذا فخر لنا وحياتنا فداء الوطن. شقيقة الشهيد قالت شقيقة الشهيد وليد الياسي ابن إمارة الشارقة إن علاقتها بأخيها كانت أشبه بعلاقة التوأمين بحكم تقارب الأعمار، وانهما كانا يشغلان غرفة واحدة في بيتهم القديم بمنطقة الشهباء، يتقاسمون فيها الأحاديث عن المدرسة والحياة، وتابعت: أخي إنسان شجاع وقوي الشكيمة بطبعه محب لأسرته، ودائم التواصل مع أقربائه. الاتصال الأخير ذكرت شقيقة الشهيد وليد الياسي أن الاتصال الأخير مع أخيها قبل الشهادة كان بمثابة وصية، وقد طلب منها الاعتناء بوالدتهم وظل يكرر هذه الجملة حتى انتهاء المكالمة. وقالت: سيبقى أخي ماثلاً في قلوبنا لن ننساه أبدا، مثمنة وقفة كل من تهافت لتقديم واجب العزاء، مضيفة أنهم لمسوا الوقفة الجميلة من القيادة الرشيدة منذ أن استشهد ابنهم، واصفة إياها باللفتة الأبوية التي رفعت المعنويات لدى أسرة الفقيد بعد تلقيهم الاتصالات المتواصلة والزيارات.