الوحدة .. الكيان وقلوب الرجال محمد عبد العزيز اليحياء كم هو رائع ذلك التفاعل الذي استطاعت من خلاله صحيفة مكة (الإلكترونية) أن تحرك الوحداويين للتفاعل مع فريقهم في كافة المجالات! وهناك حقيقة ربما يجهلها أو يغفلها كثيرون، ألا وهي أن الكيان الكبير، والصرح الشامخ، وهو الوحدة ثابت، والبقية متحركون، يعني لا أحد فوق الكيان، الوحدة كان سببًا في شهرة كثيرين يملكون المال، ولم يكونوا معروفين إلا من خلاله. وهناك من لاحت لهم الفرص لخدمة الوحدة، لكنهم لم يصنعوا شيئًا، بل ظلوا منتقدين فقط ليغطوا على فشلهم، هناك من تحدث عن دعوة أعضاء الشرف لحضور المباريات، طبعًا هذا شيء مستحيل، خصوصًا ونحن نعلم ارتفاع أسعار المنصة، وهناك من لا يقبل أن يجلس بالدرجة العادية، أو وسط الجماهير، وإن كنت أرى أن أفضل مكان لمحبي الوحدة هو وسط الجماهير الوفية؛ لكي يكون ذلك دافعًا لجذب الجماهير الغائبة. نحن مع تذكير أعضاء الشرف بالمباريات قبلها بأيام، وقبلها بيوم، وفي نفس اليوم، وهذا دور إدارة العلاقات العامة بالنادي، التي تحتاج أشخاصًا نشيطين وحيويين، وهنا نشير إلى أن عضو الشرف الذي لا يدعم ولا يقدم شيئًا لناديه لا يستحق أن توجه إليه أية دعوات لمباريات أو غيرها. كل من ساهم في دعم الوحدة، أو الوقوف معه حتى عاد الفريق لمكانه الطبيعي، يستحق التقدير دون تحديد أسماء، فجماهير الفرسان أذكياء، ويعرفون من يساند ومن ساند حتى تحقق الحلم، ومن يتحدث وينتقد ولم يقدم شيئًا،لا قبل الصعود ولا بعده، ومن أجمل المشاريع التي نُفذت في الوحدة مشروع المبنى الاستثماري العظيم، الذي -بلا شك- سوف يحقق -متى ما تم استثماره بشكل سليم- دخلًا كبيرًا للنادي، يخفف عليه بعض الأعباء الخاصة بعقود اللاعبين وغيرها. المهم أن يتم سريعًا تأجيره لكي لا يُترك ثم يُهجر؛ فيضيع جهد الرجال الأوفياء الذين كانوا -بعد الله- سببًا في بروزه، ومع ذلك ظلوا صامتين، تاركين الإنجاز يتحدث عما قدموه. أكثر الله من أمثالهم، وجزاهم كل خير، وأكيد أن ألسِنة جميع الوحداويين تلهج بالدعاء لهم، فما قُدم شيء عظيم يستحق الشكر والعرفان والتقدير. أيها الرجال الأوفياء من أعضاء شرف الوحدة والداعمين، والجماهير الوفية، نعم عادت وحدتنا، وبالمحبة جمعتنا، وبالقلوب قربتنا، ولدوري الأبطال عادت وحدتنا، لكن إذا كان الوصول مهمًّا فإن الأصعب هو البقاء. إذًا، لكي يتحقق ذلك، فلابد أن تتصافى القلوب، ومن لديه كلام يريد قوله فيجب أن يكون بعيدًا عن الإعلام ومجالس القيل والقال، يحضر للنادي ويطرح ما لديه ليشترك الجميع في حله، كما أن الفريق كي يبقى في دوري المحترفين فهو يحتاج لمهاجمين صريحين، وصانع لعب على مستوى، كما أن الفريق يحتاج لأكثر من مدافع وحارس أو اثنين، فكلنا يعلم أن الدوري طويل ومرهق ولابد أن يكون البدلاء في مستوى الأساسيين، أو أقل بقليل، فطول الدوري، وفترات التوقف قد تتسبب في إصابات أو غياب البعض؛ لذا فالبدلاء الجاهزون أمر مهم، كما يجب الاستفادة من العناصر الشابة في النادي بدرجتي الشباب والناشئين لكي يخدموا الفريق الأول. نتمنى أن نرى الوحدة في المناطق الدافئة كمرحلة أولى، طبعًا ليس هناك شيء مستحيل، فقد يكون الفريق بأمر الله، ثم بعزيمة الرجال مع الخمسة أو الثمانية الأوائل في سلم الترتيب العام. ونأمل الوقوف وقفة رجل واحد من قِبل محبي الوحدة ، والفريق سوف يحطم كل القيود والعوائق بمشيئة الله، ويظل فريقًا ثابتًا بدوري الأضواء.