يحاول مقاتلو المعارضة الحد من تقدم القوات النظامية الذي أحرزته مؤخراً في ريف دمشق وحلب عبر قيامهم بشن هجمات مضادة. وأسفر هذا التصعيد الهادف الى كسر الحصار الذي يفرضه النظام على الغوطة الشرقية في ريف دمشق الى مقتل العشرات من كلا الجانبين. وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة (فرانس برس) أن مقاتلي المعارضة "سيطروا على عدد من البلدات الصغيرة والحواجز خلال الايام الثلاثة الماضية في الغوطة الشرقية وجنوب حلب بعد ان شنوا هجمات مضادة على هذه المناطق". وكانت القوات النظامية أحرزت عدة نجاحات على الارض خلال الاسابيع الماضية خصوصاً حول دمشق وحلب في الشمال. وأضاف عبد الرحمن ان القوات النظامية "لم تعد تحرز تقدماً هناك" مشيرا الى ان "المعارك تركزت أمس حول منطقة المرج في ريف دمشق الشرقي بالاضافة الى خناصر الواقعة جنوب شرق حلب. وعزا الائتلاف الوطني المعارض تقدم المقاتلين الى إعلان فصائل اسلامية أساسية تقاتل في سورية ضد النظام السبت الماضي اندماجها لتشكل "الجبهة الاسلامية". ولا تضم هذه الجبهة "الدولة الاسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة". وأفاد مصدر أمني وكالة (فرانس برس) "ان مقاتلي المعارضة يحاولون تحقيق بعض الانجازات في الغوطة الشرقية بعد التقدم الذي أحرزه الجيش الا ان الطوق محكم ولن يستطيعوا تحقيقها"، لافتا الى ان "محاولاتهم بائسة وفاشلة ويتكبدون خسائر كبيرة". واشار الى ان "الطوق محكم من مطار دمشق باتجاه شريط البلدات في الغوطة الشرقية حتى عدرا" لافتا الى ان هذا الطوق "حرمهم من امكانية الاستفادة من الامدادات الداخلية او الاتصال بالريف الشرقي والشمالي الشرقي في دمشق". وفي ريف حلب الجنوبي، لفت المصدر الى ان "العمليات التي تجري هناك هي امتداد وتوسيع لعمليات ريف حلب الشرقي والجنوب الشرقي وتندرج تحت تأمين المنطقة التي تم استرجاعها بشكل أكبر حتى يكون هناك امكانية لفتح كل الطرق واعادة النشاط الى المطار" في مدنية حلب والمتوقف عن الخدمة منذ عام. ونقلت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطة عن أهالي في مدينة دير عطية (شمال دمشق) "ان قوات الجيش أعادت انتشارها في محيط بلدة دير عطية تمهيداً للسيطرة عليها بعد تسلل أكثر من 500 مسلح إليها معظمهم من جنسيات غير سورية". وكان مقاتلو المعارضة سيطروا الجمعة بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية في منطقة القلمون شمال دمشق، الاستراتيجية والمتاخمة للحدود اللبنانية.