بعد مضي ثلاث جولات من التصفيات الآسيوية المزدوجة للمونديال الروسي بعد عامين، ولقاء القارة في الإمارات 2019، يبدو طريق الأخضر مفروشا بالورود نحو الثانية، وغير مؤكد نحو الأولى. يعني هذا أن طريقنا للمرتبة الثانية. في المجموعة يبدو سهلا بعد أن كشفت المباريات الماضية ضعف كل منافسينا عدا الإمارات، والبقاء خلفها في المجموعة يعني ضمان اللعب في النهائيات الآسيوية وهو هدف لا يقع أولا في ترتيب الأهمية. ..حتى نبلغ الدور النهائي في تصفيات المونديال، نحتاج إلى الفوز على الإمارات في جدة والتعادل معها في أبو ظبي أو أن تكون فوارق الأهداف لمصلحتنا في المواجهتين على الأقل إن تم تبادل الفوز بين المنتخبين وهذا متوقع. والسؤال المربوط بالعطاءات الفنية والنظرية هو: هل نستطيع كسب أربع نقاط على الأقل في مواجهة الأبيض الإماراتي؟ وفق تصنيف المنتخبات الصادر عن "فيفا"، تتقدم الإمارات على الأخضر منذ خمسة أعوام في الترتيب، ونجحت في الفوز بكأس الخليج قبل الأخيرة، واللعب في الأولمبياد، والخروج من نصف نهائي كأس آسيا، في مقابل وصافة الخليج الأخيرة للأخضر والخروج من دور المجموعات في النهائيات الآسيوية والأولمبياد. الفرق يبدو واضحا إذا ما نحينا العواطف. ..وعندما ننظر للاستقرار الفني، الأبيض الإماراتي يلعب تحت قيادة فنية مستقرة منذ خمسة أعوام، والأخضر السعودي استبدل أربعة مدربين في الأعوام الخمسة. على مستوى اللاعبين، مثل الأخضر السعودي أكثر من سبعين لاعبا في السنوات الخمس، في مقابل أربعين لاعبا فقط دافعوا عن ألوان الأبيض، الفروق النظرية كلها تصب في مصلحة الإماراتيين. على المستوى الفني، يتفوق الأخضر السعودي فرديا على نظيره الإماراتي، ولا يبز السعوديين في صفوف الإماراتيين سوى الموهوب عموري، هل يمكن أن تخدم الفرق الأخرى في المجموعة أيا منهما؟ تيمور وماليزيا رفعتا الراية البيضاء مبكرا، سيكونان محطة وقود للاستزادة من الأهداف فقط، فلسطين التي خسرت أمام السعودية ذهابا، وتنتظرها إيابا، لن تكون صيدا سهلا للإماراتيين والسعوديين على أراضيها، ولا يمكن بالطبع تعليق الآمال على الآخرين وانتظار المفاجآت، ولا بد من العمل، فماذا يفعل الأخضر؟ ..إذا أراد منتخبنا الوطني العودة إلى ماضيه العريق، وانتزاع بطاقة الدور النهائي قبل المونديال، فعليه أن يعدل من برامجه التحضيرية، فالأخضر الحالي تتوافر له كل الإمكانات لانتزاع بطاقة التأهل إلى الدور الأخير من المونديال، لكنه ينسج برامجه الإعدادية وسط خوف واضح من الأندية وجماهيرها، ويكتفي بأيام "فيفا" دون مواجهات تحضيرية حقيقية، وهذا يمنع غضب الأندية لكنه لا يسمح بمرور الأخضر وسط صفوة الآسيويين في الدور الأخير. نحتاج من اتحاد الكرة السعودي، إلى تكثيف تحضيرات الأخضر، حتى لو اضطر إلى إلغاء واحدة من بطولات الموسم، وتمديد الدوري في وقتها تعويضا للإيقافات المتوقعة، ويحتاج الأخضر إلى لعب مباريات قوية أمام منتخبات تمنحه الثقة وتفيده في المباريات الرسمية، وأن يتخلى اتحاد الكرة عن خوفه الواضح من الأندية، فالمنتخب هو فريق الوطن الوحيد، وهو الأحق بكل الجهود والتأجيلات والتعديلات على برنامج الموسم، أليس المنتخب أولا؟