سيظل رأيي في العنصرية راسخاً بإذن الله لن أتزحزح عنه قيد أنملة فالقائم بهذا الأمر فعلا أو قولا لا يشرفني الدفاع عنه حتى وإن كان من صلب أبي وجدي فهي خطيرة جدا على وحدة الشعوب ولحمة أبناء الوطن الواحد ولم يحذر منها ديننا الحنيف إلا لخطورتها وعظم « بلاويها « بل ولأنها تخالف الفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها « إن أكرمكم عند الله أتقاكم « وهذه القاعدة الإسلامية الراسخة تثبت أن كرامة الإنسان وقيمته في تقواه وتلغي ماعداها من أصل ولون واسم وحسب ونسب. وقضية « العنصرية « للأسف الشديد قضية مجتمع بأسره وهي ليست مختصة بالساحة الرياضية لذا يستوجب القضاء عليها تواجد قطاعات أخرى أهلية وحكومية كالبيت والمدرسة والجامع ووزارة التربية والتعليم وغيرها الكثير وما يحدث في الساحة الرياضية سواء في المدرجات أو في كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هو تكريس لمفهوم العنصرية وترسيخ لها وليس محاربة لهذا الداء الخطير للقضاء عليه وإلا ماذا نسمي محاولة استفزاز الآخرين بالتهكم بألوانهم ولماذا يعتبر مجتمعنا ترديد اسم دولة على أنه عنصرية إن لم يكن المجتمع يعاني من تفشي العنصرية ولماذا نصنف شقيقين جاءا في سيارة واحدة وهما من ظهر وبطن واحد على أن أحدهما مذنب بالعنصرية والآخر بريء منها لأن الأول توجه بعد الدخول إلى الملعب إلى مدرج والآخر إلى المدرج المنافس؟ وكيف نتعامل مع طرف يميّز العنصرية حسب الأشخاص فإن خرجت من جهة نغض الطرف عنها وحين تخرج من طرف آخر تثور الكرامة وتنتفخ وتتورم؟ وماذا نطلق على إعلاميين يتنابزون بالألقاب العنصرية ويتهكمون فيما بينهم وفي لحظة سكون يرتدي لباس الفضيلة ويحارب العنصرية من باب إلصاقها بطرف دون أطراف أخرى؟ أيها الأحبة إن القضاء على العنصرية يعني اتباع شرع الله وحدوده والتقيّد بتعاليم خير خلق الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليس بما نمارسه حاليا في حياتنا القبائل والأسر والعوائل لا تتزاوج من باب التفاضل ومحاكمنا تعج بقضايا الزواج غير المتكافئ في النسب وهي ليست من الدين في شيء بل فرض مجتمع يؤمن بالطبقية بل حتى أصبحت كثير من ألفاظنا قائمة على الأفضلية دون بقية الشعوب الأخرى فقد يقول قائل منا وقد يكون هذا القائل من أسوأ الناس خلقاً وقدرات ومعرفة وعلماً « شايفني …...... “ وفي الفراغ نضع اسم دولة أخرى وتمرّ العبارة لدينا كأنها من المسلمات دون أن نعتبر أنها قنبلة ملغومة بالعنصرية. أيها الأحبة إن مانقوم به في ساحتنا هو دعوة مباشرة للعنصرية بل والمساعدة في نشرها بدواعي محاربتها وأن محاربتها التي يتطلبها الصالح العام أن نقف جميعا ضدها دون أن يكون لألوان الأندية دور مباشر في دفاعنا أو محاربتنا، ولعلكم لاحظتم أن الهاءات عممت الأمر ولم تخصصه بل ولم تصرّح أو تلمّح ولو من بعيد بلون فريق أو لشخص بعينه وأسأل الله أن يبعد عن مجتمعنا كل دواعي الفرقة والتناحر سواء كانت خارجية أو داخلية الهاء الرابعة إذا المرء لا يرعاك إلا تكلّفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا