لم يكن الثرثار الذي استغل القانون الأميركي واتخذ أميركا مرتعاً له لشتم البلاد التي ترعرع فيها، يتصور أن حملته الغبية للإساءة للمملكة ستنجح وأميركا تستقبل ضيفها الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله. كان يحمل جواله ويستعد لترديد شعارات غبية اعتاد على ترديدها منذ سنين، وبسيناريو الخبث الذي اعتاد عليه، ولكن لم يكن بحسبان صاحبنا أن هناك أغلبية حضروا بجوالاتهم للترحيب بالضيف الكبير، ولم يكتفوا بذلك، بل أسكتوه بالأدب. كنت سعيداً بتلك اللحظات، لأنها لسان حالنا أمام هذا الشخص وأمثاله، يا هلا بأبو فهد ويا مرحبا، وبالعفوية والحب اللذين شاهدناهما عبر المقطع المصور، غطت ومسحت الشعارات التي حضر ذلك الخبيث لقراءتها بعد أن ظل يتدرب عليها كثيراً. صدقوني الدقائق التي شاهدناها وبمصداقيتها وعفويتها أكبر هزيمة لهذا الشخص وأمثاله، الطريف أن هذا البوق الذي أفنى عمره للإساءة للمملكة، لم يكن معروفاً لدى الكثيرين إلا بعد أن نال الشتيمة التي يستحقها، فكانت خير معرفة له. أبناؤنا وبناتنا المبتعثون هم خير سفراء لبلادهم، وما الزيارة الملكية الاخيرة لأميركا إلا مثال بسيط، ونحن نشاهدهم وبفخر يردون على من يحاول الإساءة لبلادنا، فكانت رسائلهم رائعة وبدون ضجة إعلامية أو حشود من الخبراء والموظفين الرسميين الذين نفتقد تواجدهم وخبرتهم الإعلامية للأسف في سفاراتنا، رغم أهمية التواجد الإعلامي لأي سفارة والتواصل مع نخبها. قناة الحرة الأميركية وغيرها من القنوات الفضائية التي اعتادت استضافة صاحب مظاهرة الجوال، سيكون وضعها محرجاً إذا أعادت استضافته، لأن ما شاهدناه من شخص بمفرده يحمل جوالاً ويردد شعارات مضحكة باتجاه موكب رسمي ومن ثم فبركتها، سيكون حضوره غير محترم كما هو!. الحضور السعودي التاريخي في الولايات المتحدة الأميركية وكسر الرئيس الأميركي البروتوكول باستقبال الضيف الكبير خادم الحرمين الشريفين، أعادت لنا الصورة الأهم والأشهر المتمثلة بصور المؤسس الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه– مع الرئيس الأميركي الراحل روزفلت، فكانت الصورة حاضرة، وتوقيتها كان مهماً جداً وسط الظروف الدولية الحالية وخصوصاً على المستوى الاقتصادي، فتحية لكل من نقل لنا جماليات الصور من واشنطن وخصوصا شبابنا الذين تحدثوا بلساننا وبكل فخر ضد من يحاول الإساءة لنا.