ما ان تحط رحال الطلبة ارض الابتعاث باختلاف درجاتهم العلمية وتخصصاتهم الاكاديمية الا ويصبح المطلب الاساسي للكل هو القبووول. مع صعوبة الحصول على القبولات في الجامعات الامريكية وتقنينات الابتعاث للجامعات والتخصصات المسموح بها يتحول القبول من هدف الى رعب يحيط بالطالب حتى في منامه . تعقيدات القبول وقلة الخبرة التي في بعض الاحيان ايضا يرافقها ضعف في اللغة الاجنبية دفعت الطالب الى طرق ابواب المكاتب التجارية والتي بعضها يشبه مراكز العلاجات الوهمية لانقاص الوزن باستغلال الرغبة الملحة للحصول على الجسم المثالي . ولان الحصول على قبول مثالي يعتبر رغبة ملحة بل من اهم النقاط المصيرية التي تغير مجرى ابتعاث الطالب خاصة مع تزايد الحالات التي لم تزدها مكاتب الاستشارات الخارجية الا غرقا وضياعا بدأ مجموعة من المتطوعين فكرة لمساعدة الطلبة الجدد ومنعهم من الوقوع في ماوقع فيه البعض سابقا . وعلى الرغم من ان بداياتهم كانت بسيطة جدا فهم مجرد مبتعثين متطوعين ـ–ليسوا رجال اعمال ـ الا ان الفكرة اصبحت مشروعا تطوعيا اطلق عليه اسم سعوديون للارشاد الاكاديمي . كيفية الحصول على القبول الاكاديمي هو الهدف الغير ربحي من خلال متطوعين كمرشدين اكاديميين يعملون على توضيح الية القبول الاكاديمي حسب التخصص والجامعة و تدعيم الطالب المستجد بكل المعلومات والمتطلبات اللازمة -ـ الحقيقيةـ من مصادرها الرسمية الامر الذي يدعم قرارات اخوهم المغترب الجديد نحوالاختيار و التقديم ممايوفر عليه الوقت والمال والجهد في مرحلة دقيقة يسهل فيها التخبط . مجموعة سعوديون للارشاد الاكاديمي ليست الاولى ولن تكون الاخيرة في مجال الخدمة التطوعية للسعوديون في جميع الولايات الامريكية بل هناك لائحة طويلة تجعلك تستغرب من اين ينبع الحماس والرغبة الملحة للتطوع خاصة في ظل عدم وجود الدعم المادي الوفير لترجمة افكارهم وتطبيقها على ارض الواقع الامريكي. بل ومن اين تنبع تلك الافكار التطوعية الاخرى التي تلامس المبتعث في عدة مجالات في رحلة غربته من شراء سيارة او بيع عفش او حتى تقديم استشارات اجتماعية مستخدمين ابسط السبل والوسائل للتعريف بفكرتهم التطوعية والهدف منها ـ بدون اي موتمرات صحفية ضخمة كتلك التي ترافق انطلاق فكرة اي مشروع تطوعي يقال بانه يخدم المجتمع . الغريب في الموضوع هو مبادرات الطلبة المغتربين للخوض في تجربة العمل التطوعي خاصة بانهم قادمون من بلد يعتبر العمل التطوعي فيه عشوائي الى حدما او غير مقنن نسبيا ،ولا يمكن ان يوصف بالفعال حتى داخل نطاق الحي السكني الواحد . فمن كانوا في بلادهم معروفين بالكسل والاتكالية في كل مؤتمراجتماعي او اقتصادي يناقش محدودية فرص العمل واسباب البطالة والركود الاجتماعي نراهم الان يعملون ويخططون ويبادرون دون اي مقابل مادي في بيئة هم غريبين عنها وعن اهلها ليسجلوا نجاحات ملموسة في العمل التطوعي متوائمة مع مبادىء و قيم المجتمعين وشاملة جميع الولايات بمايتناسب مع جميع المعطيات والامكانيات المحدودة بطاقات شبابية غير محدودة . وعلى عكس ماهو متعارف عليه عن العمل التطوعي في بلادهم والذي تسمع عنه دائما ولاتراه ابدا ، نتائج العمل التطوعي للمبتعثين ظهرت في ارض الواقع اولا ثم في محرك جووجل ،وليس العكس . #بين ـ المتوقع ـ و ـ الواقع : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من مشى في حاجة اخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين متفق عليه