لم يكن غرق الطفل السوري ذي الأعوام الثلاث ومنظره الذي يفطر القلوب ملقىً على شاطئ البحر في تركيا إلا إشارة قوية إلى ما وصلت إليه الأحوال في سوريا الجريحة، وإشارة أقوى إلى ما وصل به حال الأمة العربية من ذل وهوان. *** صورة الطفل السوري البريء لم تُظهر سوى قمة جبل المأساة التي يعاني منها الشعب السوري الذي كُتب عليه خياران لا ثالث لهما: الموت بين براميل النظام المتفجرة، أو الموت غرقًا خلال البحث عن رحلة الأمان في دول العالم شرقًا وغربًا، فخلال هذه الرحلة قُتل آلاف الأطفال السوريون خلال الخمس سنوات من عمر الثورة السورية، وما صورة هذا الطفل الذي وُجد على الشواطئ التركية إلا جزءًا من المأساة التي يعاني منها الشعب السوري بأكمله. *** لقد استقبلت دول أوربا جميعها ما بين ٨٠ إلى ٨٥ ألف لاجئ سوري، رغم التركيز على الجانب الإنساني الذي تظهره دول أوربا، بينما أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين هم في دول عربية شقيقة: ففي لبنان ١,٤ مليون لاجئ، وفي تركيا ٢,٢ مليون، وفي الأردن ١,٧ مليون، وفي العراق أكثر من ٧٠٠ ألف، واستقبلت مصر ما يُقارب ٢٥٠ ألف لاجئ، بينما يوجد في السعودية ودول الخليج أكثر من ٢ مليون لاجئ سوري. *** جدير بالذكر إن هناك قصورًا من بقية الدول العربية الأخرى كدول المغرب العربي: المغرب والجزائر وموريتانيا التي تُقفل أبوابها عن استقبال اللاجئين السوريين.. فإذا كان العجز قد طال قدرة العرب على الحل، فلا أقل أن يمدوا يد العون لإخوانهم السوريين الذين أصبحت أعدادهم تفوق أعداد اللاجئين الفلسطينيين!!. #نافذة: هذا (الطفل) ضحية «العقل» العربي.. هـربـوا به مـن المـوت إلـى المـوت!. محمد الفهيد nafezah@yahoo.com