×
محافظة نجران

ثلاثة مراكز انتخابية جديدة في نجران

صورة الخبر

لا يخلو منزل من الأسبرين، يستخدمه أناس كثيرون على اختلاف ثقافاتهم الطبية ومعلوماتهم عنه، لدرجة أن بعضهم يستخدمه دون دراية بمكوناته وآثاره، لمجرد علمه المسبق بآثاره الإيجابية على الصحة من أحد الوالدين أو الأقارب أو حتى زملاء العمل، خاصة مع سهولة الحصول عليه من محال البقالة، دون الحاجة إلى وصفة طبية، وواقع الأمر أن الأسبرين يندرج تحت أنواع الأدوية، ويتمتع بنفس الحصانة التي تمنع سوء الاستخدام، كما يخضع لنفس المحاذير التي تنطبق على كل العقاقير ذات الاستخدامات الطبية المختلفة، وكذلك لا يمكن تناوله دون استشارة الطبيب. ينتمي الأسبرين إلى مجموعة الساليسلات Salicylates، وهي أملاح أو إسترات حمض السالسيليك Salicylic acid، وهو مسكن ومضاد للالتهاب وخافض للحرارة، كما يستخدم في بعض حالات الوقاية من أمراض القلب والجلطات الدماغية. يتكون الأسبرين من مَجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs، ويقلل إفراز البروستاغلاندين الذي يسبب الالتهاب والألم. تختلف أسباب استخدام الأسبرين، وترتبط بها الجرعات التي يوصي بها الطبيب، التي تبدأ من 81 ملغ أو 100 ملغ عن طريق الفم كوقاية من الجلطات الدموية، أو 500 ملغ لمعالجة ارتفاع الحرارة والالتهابات وأوجاع المفاصل، ويمكن أن تصل الجرعة إلى 6 غرامات عند البالغ في اليوم حسب الحالة وتوصيات الطبيب. ومن الاستخدامات الشائعة للأسبرين الوقاية من مشكلات النوبات القلبية، حيث يقوم بدور مهم في المحافظة على سيولة الدم وتفادي التكتلات التي تحدث بين الصفائح الدموية، وبالتالي الوقاية من الخثرات والسكتات الدماغية ونوبات احتشاء القلب. ومن الاستخدامات المهمة للأسبرين تسكين الألم الناتج عن الالتهابات المفصلية، والعظمية والإصابات الرياضية، ونوبات الألم الناتجة عن مرض النقــــرس، كما يخفض درجة حرارة الجسم بصرف النظر عن سبب ارتفاعها، وكذلك مقاومة الحمَّى الرُّوماتيزمية، ويستعمل كذلك لتخفيف الألم والالتهاب الناجمين عن التهاب المفاصِل الروماتويدي، كما أثبت الأسبرين فعالية في تثبيط إِنزيم الأكسجة الحلقية أو السكلوأكسيجيناز COX، الذي يحول حمض الأراكيدونيك إلى البروستاغلاندينات وتجاوز وسائط الألم والالتهاب والحمى، كما يقوم الأسبرين بتقليل الحمى عبر ضبط مُنظّم حرارة الجسم الموجود في الدماغ. وعلى الرغم من اتساع تأثير الأسبرين الإيجابي في علاج الكثير من الأمراض والأعراض والمشكلات، إلا أن التأكيدات العلمية تفيد ضرورة الاستعانة برأي الطبيب قبل الإقدام على استخدامه، حيث ظهرت له تأثيرات جانبية سلبية على فئة الأطفال الأقل من 16 عاماً عند استخدامه لعلاج الجديري المائي، أو الإنفلونزا، وكذلك يجب استخدامه من جانب كبار السن بحذر تام، كما أظهرت عينة من الأشخاص أعراض تحسس نتيجة استخدامه أو تناول أي مستحضر مشابه له، يتضمن المكونات الحمضية نفسها، وتلخصت أعراض التحسس في الطفح الجلدي أو بثور أو حكة جلدية أو ضيق في التنفّس أو صَفير عندَ الشهيق أو سعال أو تَورم الوجه أو الشفتين أو اللسان أو الحلق، كما يُحظر على مرضى الربو وأصحاب النزيف المزمن بصرف النظر عن أسبابه، والمصابين بأورام الغشاء المخاطي للأنف استخدام الأسبرين في التداوي، كذلك يمنع التداوي به للحوامل إذا تجاوزن 24 أسبوعاً من حملهن، والمرضعات من الثدي، كما يحظر على مرضى قرحة المعدة أو الإثنى عشر تناوله إلا إذا أوصى الطبيب بغير ذلك، وبالتالي لا يمكن لأصحاب الإصابات الالتهابية في الأمعاء تناول الأسبرين في أي صورة، وبصفة عامة يجب على مستخدمي العقار لفترات طويلة، لأغراض ترتبط بسيولة الدم، إبلاغ أطباء الأسنان والجراحين والأطباء الاختصاصيين الباطنيين بذلك وبالجرعات المستخدمة، حيث يؤثر ذلك على القرارات التي يتخذها الطبيب وربما يعدل عن بعض إجراءات العلاج إذا وجد تعارضاً بينها وبين نسبة لزوجة الدم لدى المريض. ولأن ذلك المستحضر شديد الأثر في رفع معدل سيولة الدم، يمنع استخدامه مع الأدوية الأخرى التي يدخل فيها مستحضر الهيبارين أو أحد مشتقاته الكيميائية، لأنه يحقق نسبة عالية من منع تخثر الدم، وبالتالي يتعارض استخدامه مع الأسبرين لخطورة الجمع بينهما على القلب والأوعية الدموية، ويمنع المختصون استخدامه في نفس الوقت مع مسكنات من أنواع أخرى، ومع الثوم سواء في صورته الطبيعية أو الصيدلانية، بينما حذر بعضهم من ظهور تعارضه مع بعض الفيتامينات خاصة E، علاوة على مجموعة كبيرة من المستحضرات الدوائية التي تتعارض مع الأسبرين ولا يتسع المجال لذكرها. وعند استخدام الأسبرين لأول مرة، وكذلك عند الاستخدام المتتالي لفترات طويلة، ربما تظهر على المريض بعض التأثيرات الجانبية، ولكن لا يعني ذلك التوقف عن تناول الدواء، ولكن يتطلب استشارة الطبيب لتعديل الجرعة أو استبدال المستحضر بآخر أقل أثراً، ومن أهم الأعراض الشائعة شعور المريض بألم متوسط في البَطن وحرقة في فم المعدة وغَثيان أو قيء، وينصح لمن يشكو من ظهور هذه الأعراض عدم تناول الجرعة اليومية إلا بعد الانتهاء من الوجبة الرئيسية، ويفضل بعد الغداء وقبل النوم بـ 4 ساعات على الأقل، كما تتضمن الأعراض الجانبية حالات تستدعي تحويل المريض إلى حالة إسعافية طارئة، مثل ضيق في الصَّدر أو الحمَّى، أو الحكَّة، أوسعال شديد، أو تحول لون الجلد إلى الأزرق الداكن، أو نوبات صرعيَّة، أو تورّم في الوجه أو الشَّفتين أو اللِّسان أو الحلق، أو طنين بالأذنين، أو ظهور كدمات على الجسم أو نزف غير معتاد. رحلة الأسبرين عبر الزمن استخدم قدماء المصريين لحاء شجر الصفصاف لعلاج الآلام والأوجاع، ولم يدركوا أن المادة الفعالة الموجودة به هي حامض الساليسيليك - النسخة الطبيعية للأسبرين - تخفض الحرارة والالتهابات. كما ذكر الطبيب اليوناني القديم أبو قراط أوراق ولحاء شجر الصفصاف كعلاج للألم والحمى، الآن تستخرج تلك المادة الفعالة من شجيرات تسمى سبيرايا (Spiraea)، وهو الاسم الذي اشتقت منه كلمة الأسبرين(Aspirin)، وبالعودة إلى قرنين من الزمن نستطيع التعرف إلى دور هذه الحبة الساحرة في حياة الناس. ففي القرن التاسع عشر، سادت مقولة كثير من الأسبرين يؤدي إلى التقيؤ هذا ما كان متداولاً خلال تلك الفترة إلى أن ثبت ذلك عام 1874 حين اكتشف هيرمان كولبي أن الجرعات الزائدة من حامض الساليسيليك الاصطناعي تسبب الغثيان والتقيؤ. أما في القرن العشرين فسادت مقولة الأسبرين يخفف التهاب المفاصل، وفي عام 1890 استخدم الصيدلي فيليكس هوفمان حامض اسيتيلساليكيليك كعقار لعلاج والده من مرض التهاب المفاصل (الروماتيزم)، وفي عام 1899 بدأ بتوزيعه على الأطباء على شكل مسحوق، ومن ثم أصبح يباع في كل الصيدليات بحلول عام 1915. وفي العام 1948 ظهرت عبارة قرص أسبرين يومياً يقي من النوبة القلبية، حيث بدأ الطبيب لورانس كرافن من كاليفورنيا، بوصف الأسبرين لمرضاه بمعدل قرص يومياً لتخفيض الإصابة بالنوبات القلبية، اعتماداً على النتائج التي لمسها، واستمر الباحثون لعقود عدة في حيرة من أمرهم حول سبب الحماية التي يوفرها هذا العقار للقلب. أما في 1982 فتداول الناس تأكيدات علمية بعبارة الأسبرين للوقاية من السكتة الدماغية، في ذلك العام منحت جائزة نوبل للطب الباحثين الذين اكتشفوا أن الأسبرين يثبط إفراز هرمون بروستاجلاندينس (Prostaglandins) المسؤول عن تكوين الجلطات التي تؤدي إلى النوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي العام 1993 عرف الأسبرين للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، حينما صادقت الجمعية الأمريكية للقلب على استخدام الأسبرين لذلك الغرض، الأمر الذي قلل الوفيات بحوالي 10,000 شخص سنوياً عند تناول قرص يحتوي على 325 مل جرام عند بداية حدوث الأزمة القلبية. علاج السرطان في سنة 2010 اكتشف العلماء دوراً حيوياً جديداً للعقار وظهرت عبارة قرص من الأسبرين يومياً يخفض نسبة الإصابة بالسرطان، حيث توصلت الدراسات التحليلية إلى أن تناول قرص من الأسبرين يومياً يخفض نسبة الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي 20 % على الأقل، على مدى 20 عاماً. وأخيراً في العام الحالي ظهرت مقولة الأسبرين يقي من بعض أمراض السرطان وليس كل أمراض القلب، بعدما حذرت إدارة الأغذية والدواء الأمريكية في مايو / أيار الماضي، من استخدام الأسبرين كإجراء وقائي من أمراض القلب وأكدت أن الاستخدام اليومي يجب أن يقتصر على مرضى القلب والأوعية الدموية، أما عن فوائده في الوقاية من السرطان، فالحكم لم يصدر بصورة قطعية بالرغم من أن دراسة حديثة وجدت أن جرعة قليلة من الأسبرين يومياً ولمدة خمس سنوات، ساعدت على خفض نسبة الإصابة بمرض سرطان القولون والمستقيم بنسبة 27 %، ويقول آريك جاكوب المتخصص بعلم الأوبئة، إن الأدلة القوية لتلك الفوائد كانت فيما يختص بسرطان الجهاز الهضمي، أما بقية أنواعه مثل سرطان الثدي وسرطان الرئة فإن المعلومات لم تكتمل بعد. يقي من سرطان الأمعاء بينت نتائج دراسة علمية، أن تناول الأسبرين بصورة دورية منتظمة يخفض من احتمال إصابة الأشخاص الذين يعانون من البدانة بسرطان الأمعاء. أجرى علماء من جامعتي نيوكاسل وليدز البريطانيتين دراسة، بينت نتائجها أن البدانة والوزن الزائد يضاعفان من خطر إصابة الأشخاص الذين يعانون من متلازمة لينش (انتقال سرطان القولون والمستقيم وراثياً) بسرطان الأمعاء، تبين أن حوالي نصف الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة يصابون بسرطان الأمعاء والرحم. اكتشف الباحثون خلال هذه الدراسة في 16 دولة واستمرت 10 سنوات، واشترك فيها ألف شخص يعانون من البدانة، أن خطر الإصابة بالسرطان عند تناول الأسبرين بانتظام ينخفض إلى الصفر تقريباً، وكان بعض المشتركين يتناول 600 ملغم من الأسبرين يومياً خلال سنتين أما البقية فكانوا يتناولون الأسبرين الوهمي.