أفاد خبراء ماليون باستمرار تذبذب أسواق المال المحلية، خلال الأسبوع الماضي، وسط تراجع مستويات السيولة، مشيرين إلى أن الأسواق واصلت قلقها، تفاعلاً مع ما تبديه نظيرتها العالمية بشأن عدم اليقين من مستقبل الاقتصاد العالمي، وما يسوده من مخاوف جراء أداء الأسواق الصينية، وتراجع توقعات النمو بالسوق الكبرى في العالم. وقال الخبراء لـالإمارات اليوم إن الأسواق حاولت امتصاص تأثير الأخبار السلبية بنهاية الأسبوع، ونجحت في ارتداد قلَّص خسائر القيمة السوقية إلى أكثر من 12 مليار درهم، بعد سلسلة من التراجعات المتتالية، خصوصاً أول ثلاث جلسات في الأسبوع الماضي. وتفصيلاً، أظهرت بيانات صادرة عن هيئة الأوراق المالية والسلع، أن المؤشر العام لسوق الإمارات شهد تراجعاً أسبوعياً بنسبة 1.66% ليستقر عند مستوى 4502 نقطة، فيما بلغت القيمة السوقية للشركات المدرجة، بنهاية جلسة الخميس الماضي، ما قيمته 729 ملياراً و819 مليون درهم، هبوطاً من 742 ملياراً و175 مليون درهم، وفقاً لإغلاق الأسبوع قبل الماضي، بانخفاض قيمته 12 ملياراً و356 مليون درهم. وسجلت قيم التداولات الأسبوعية 3.8 مليارات درهم، حصيلة التعامل على 2.4 مليار سهم، نُفذت من خلال 42 ألفاً و710 صفقات، فيما بلغ عدد الشركات المتداولة أسهمها 75 من أصل 126 شركة مدرجة. وسجل عدد من الأسهم مراكز متقدمة في قائمة الأكثر تداولاً حسب القيمة، إذ جاء على رأسها سهم شركة داماك العقارية، الذي استحوذ على تداولات بقيمة 630 مليون درهم، تلاه في المركز الثاني سهم شركة إعمار العقارية بحصة 412 مليون درهم، ثم حل ثالثاً سهم المضاربة أملاك للتمويل بقيمة 324 مليون درهم. أما الأكثر ارتفاعاً سعرياً، فكان سهم شركة أبوظبي لبناء السفن، الذي ارتفع بنسبة 11.22% خلال أسبوع، تلاه ثانياً سهم شركة ميثاق للتأمين التكافلي بنسبة 10.64%، ثم حلّ في المركز الثالث سهم شركة داماك العقارية بنسبة 9.87%. وفي قائمة الأكثر هبوطاً سعرياً، احتل المركز الأول سهم شركة أبوظبي الوطنية للتأمين بانخفاض نسبته 26.85%، تلاه ثانياً سهم مجموعة الصناعات الوطنية بتراجع نسبته 17%، ثم جاء سهم المؤسسة الوطنية للسياحة والفنادق ثالثاً بنسبة 9.98%. إلى ذلك، قال الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية، نبيل فرحات، إن أسواق المال المحلية شهدت على أسبوعاً من الذبذبة السعرية، بضغط من أداء البورصات العالمية، إلا أنها حاولت في الجلستين الأخيرتين امتصاص التأثيرات السلبية، ونجحت في الارتداد وتقليص خسائر القيمة السوقية، لافتاً إلى أن التداولات كانت ضعيفة إلى حد ما، بسبب تدني مستويات السيولة وغياب الثقة في ظل حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق العالمية. وأضاف فرحات أن استقرار المؤشرات من شأنه أن يعيد جزءاً من الثقة ويدفع بسيولة جديدة تعيد زخم التعاملات اليومية. من جهته، قال المحلل المالي، وضاح الطه، إن أسواق الخليج استهلت تداولات سبتمبر بانخفاضات كبيرة تزامناً مع أداء الأسواق العالمية وواصلت قلقها تفاعلاً مع ما تبديه نظيرتها العالمية بشأن عدم اليقين في مستقبل الاقتصاد العالمي، وما يسوده من مخاوف جراء أداء الأسواق الصينية، وتراجع توقعات النمو بالسوق الكبرى في العالم. وأوضح أن ارتداد آخر الأسبوع على أهميته واستحقاقه، وكونه جاء متزامناً مع أداء السوق الأميركية ونظيرتها الأوروبية، لا يعني انتهاء المخاوف، خصوصاً في ظل انتظار الأسواق العالمية بيانات الوظائف المرتقبة في منتصف الشهر الجاري، إلى جانب أخرى منتظرة من الأسواق الصينية، مشيراً إلى أن الوضع الحالي يفرض على المستثمرين الحذر والترقب اللذين ربما يؤثران في الأسواق. وبين الطه أن أداء الأسبوع الماضي تميز بالتذبذب الواضح في أداء المؤشرات، وكذلك مستويات السيولة، بما عكس حالة التردد والحذر من قبل المتعاملين. بدوره، قال المدير العام لشركة الأنصاري للخدمات المالية، وائل أبومحيسن، إن تقلبات وتذبذبات واضحة في التعاملات مع ضعف مستويات السيولة، كانت الغالبة خلال الأسبوع الماضي، بسبب الارتباط بأداء الأسواق الخارجية، وتأثراً بتراجع أسعار النفط ، مبيناً أن جل التعاملات اليومية انصبّ على المضاربة فقط، مع تدني أحجام التداول، في ظل غياب السيولة اللازمة لحفز المؤشرات. وأضاف أبومحيسن أن هناك إحجاماً عن التداول من قبل المستثمرين بسبب ضبابية الاقتصاد العالمي، حتى في ظل التماسك الذي بدا في جلستي آخر الأسبوع، تماشياً مع تماسك الأسواق الأوروبية والأميركية.