لطالما شكت المرأة من طريقة التعامل معها سواء اجتماعياً أو سياسياً أو دينياً إذ تقع الملامة عليها، خصوصاً كما تصورها وسائل الإعلام وتبث لها صورة نمطية أو غير صحيحة يظهر من خلالها ضعف المرأة. ويشارك الإعلام في ممارسة العنف على المرأة عبر توجيه التهم إليها أو التشكيك في نياتها أو تصويرها في إطار جنسي أو شرير يُلام على الجنح والجرائم. من هنا جاءت فكرة حملة «نحو شبكة إعلام آمن للمرأة العربية» التي قامت على أساس خدمة المرأة وتحسين صورتها في الإعلام. «وبما أن البوابة الأولى للإعلام هي العربي، فكان لا بد من المضي في تحسين الإعلام العربي، لأن هدف الحملة هو ابتكار إعلام عربي ناضج وآمن للمرأة من الأخطار المحدقة بها، فالإعلام العربي ظلم المرأة من خلال الإضاءة على قضاياها ومشكلاتها بهدف الإثارة، لتحقيق مزيد من المشاهدة والمتابعة. فكان لا بد من تحفيز الإعلام العربي لتغيير سلوكياته وسياسته وتشكيل شبكة إعلام تشمل أكبر عدد من وسائل الإعلام والإعلاميين والمثقفين والأدباء والمفكرين والفنانين والمتعاطفين مع قضايا المرأة، لتكون متعاطفة مع قضايا المرأة» كما أوضحت نسرين حلس، الناطقة الإعلامية باسم الحملة والمنسقة فيها. كما هدفت الحملة إلى توفير بيئة مساندة للإعلام المناصر لقضايا المرأة من خلال تشريعات وقوانين عادلة في حق المرأة، وتوفير قيادات إعلامية مستنيرة والعمل على إستضافة نساء عربيات والإضاءة على قضاياهن بطريقة عادلة، ثم تفعيل القيم الإنسانية في المعالجة الإعلامية المتعلقة بمجال التعليم، من خلال تقديم نماذج نسائية ناجحة في هذا المجال وتوضيح تأثير أمية النساء على دورها التربوي داخل الأسرة خصوصاً وفي المجتمع. وقالت الحلس إن الحملة أطلقها موقع «وكالة أخبار المرأة» من غزة وإعلامياً من دبي من خلال وسائل الإعلام «وقد طبّقت في كل الدول العربية واستطعنا الحصول على تواقيع وتأييد من عدد كبير من المثقفين والكتّاب العرب والإعلاميين والصحافيين والطلاب، وتجاوز عدد موقعي ميثاق الحملة سبعة آلاف شخص». و «يسلط الضوء على المرأة بطريقة فاعلة وليس بطريقة سلبية وينقل صورتها كامرأة فاعلة في المجتمع وليس كامرأة ضعيفة لها حيز فقط من المشكلات والقضايا، ويرفض النظرة الدونية لها ويسعى جاهداً إلى ترسيخ صورة نموذجية عنها لا تختلف فيها عن الرجل». انطلقت الحملة في آذار (مارس) الماضي واستطاعت، وفق حلس، تحقيق جزء من أهدافها «فقد استطاعت في فترة قصيرة أن تكتسب تأييد كثر من الجمهور العربي وفئة كبيرة من المثقفين والإعلاميين والصحافيين الذين يرون أن المرأة «تستحق أكثر بكثير مما وصلت إليه ومن حقها الحصول على حقوقها كاملة، وأن دورها لا يقتصر على المنزل، فهي تقوم بكل أعباء الحياة مثلها مثل الرجل، ومن حقها أن ينظر إليها في وسائل الإعلام بطريقة أرقى وأفضل مما هي عليه». وتبنت الحملة ميثاق الشرف الإعلامي «نحو شبكة إعلام عربي آمن من أجل المرأة العربية» ودعت إعلاميين وفنانين وكتّاباً إلى تبنّيه، وتضمن «الحرص على استدعاء النساء في البرامج الحوارية الإذاعية والتلفزيونية وإجراء أحاديث صحافية مكتوبة، يلتزم الإعلاميون بالعمل على مواد إعلامية تنتجها الإعلاميات وتلتزم العمل على انتاج مواد إعلامية ينتجها الإعلاميون، وتلتزم الإعلاميات والإعلاميون ممن يتولون مناصب تحريرية العمل على مراعاة مقتضيات النوع الاجتماعي في تصوير المواد، مثل المواقع في الصفحات والألوان والعناوين وتوقيت البث في الإذاعة والتلفزيون». وتضيف حلس لـ «الحياة»: «من خلال الحملة استطعنا خلق بيئة مساندة للإعلام المناصر لقضايا المرأة، وعدم اقتصار صورتها على الممثلة والمطربة والفنانة مع كامل الاحترام والتقدير لهذه الفئة العاملة، لكنها كيان مستقل وتستطيع أن تكون نموذجاً أينما حلت وفي كل مكان حتى لو كان المكان هو البيت».