صحيفة المرصد - متابعات : نشر الكاتب السعودي جمال خاشقجي مقالاً حمل عنوان "هل نستطيع العيش بجوار سورية الايرانية؟", رأى فيه أن إيران تعيد رسم الخريطة السورية من جديد. وقال خاشقجي إن "الحرب في سورية سيئة جداً لكنها مثل كل الحروب لا بد أن تتوقف غير أن هناك ما هو أسوأ، لو أفضت إلى حالة سيئة دائمة، شيء ما مثل إسرائيل". وتابع: "جيل اليوم لا يتذكّر وصف إسرائيل بالخنجر في قلب الأمة، كان رسامو الكاريكاتور العرب في الستينات، يرسمون خريطة العالم العربي وفي وسطها حيث فلسطين، خنجر تسيل من جرحه دماء، كان ذلك خنجر إسرائيل الذي أدمانا ولا يزال". وأضاف: "سورية الإيرانية الطائفية ستكون الخنجر الثاني، والتي أسماها بشار الأسد سورية المفيدة ستبقى معنا لعقود، ندخل معها في حرب تلو أخرى، نهزمها أو تهزمنا ولكنها تبقى، ربما تحظى بحماية دولية ليس بالضرورة من الروس وحدهم، حتى إسرائيل مستعدّة أن تحميها، فهي أيضاً تريد دويلات طائفية من حولها، هي دولة يهودية، لذا ستشعر بالأنس بجوار دويلات طائفية وعرقية أخرى في محيطها، جمهورية شيعية - علوية، وأخرى كردية، ثالثة درزية، هل هناك اقتراحات أخرى؟". وذكر: "لا تقارن تلك الكيانات بالدول العربية السنّية، فهذه معاً تشكّل الجسد العربي الكبير، لكنه جسد ضعيف منهك بالخلاف والاستبداد، إنه الجسد الذي سيرسمه رسام كاريكاتور آخر وقد غرس فيه أكثر من خنجر، ما لم يحصل تدخّل حقيقي يوقف هذه الأطماع والنوايا التي باتت ظاهرة جلية". وسرد خاشقجي واقعة حدثت الشهر الماضي في العاصمة التركية اسطنبول فقال: "غريب أمر العرب، لم ينتبهوا إلى ما حصل في 2 أغسطس الماضي في اسطنبول، على رغم أن الاستخبارات التركية وفّرت للمعنيين منهم كل التفاصيل، هناك وفي قاعة جانبية بأحد الفنادق، اجتمع 3 شباب سوريين من تنظيم أحرار الشام، القوة الصاعدة في الثورة السورية، مع إيرانيين أربعة، أو بالأحرى ثلاثة، رابعهم تبيّن أنه مندوب من حزب الله، وظلّ صامتاً طوال الاجتماع، الإيرانيون قادوا المفاوضات بالكامل كأن سورية ملكهم، كما قال أحد السوريين لاحقاً لزميليه". وأردف: "ثمة رمزية مهمة حصلت في ذلك الاجتماع تهمّ العرب، وتمسّ أمنهم القومي، فالإيراني يفاوض سورياً على رسم مستقبل سورية المقبلة، كأنها بلادهم، المفاوضون السوريون كانوا متألمين غاضبين، أن يصبح وطنهم محلّ تفاوض، كانوا يتمنون لو كانت المفاوضات مع ممثلين عن النظام الذي يحتقرونه ويريدون إسقاطه، لكن ما حصل في ذلك اليوم في اسطنبول كشف حقيقة الوضع في سورية، والأخطر كشف احتمالات المستقبل". وواصل: "إنه مشروع طائفي صرف، فالإيرانيون كانوا يساومون أحرار الشام (السورية) على تهجير مواطنين سوريين شيعة إلى مناطق تحت سيطرتهم، مقابل انسحاب المقاتلين السوريين من الزبداني التي يبغون السيطرة عليها، باختصار، إيران ترسم خريطة سورية العربية من جديد". واختتم مقاله قائلًا: "إنها حالة تطهير عرقي جليّة، ينتفض لأجلها المجتمع الدولي عندما تجري في بلد آخر، لكن في سورية تتعطّل الأخلاقيات والعرف الدولي".