×
محافظة المنطقة الشرقية

رياضي / أخضر السباحة وصيفاً للخليج بـ 34 ميدالية

صورة الخبر

اختتم النادي الأدبي الثقافي بالطائف ملتقى جائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع في دورته الثانية بعد يوم حافل بالندوات والجلسات الشعرية وفي جو احتفالي أدبي ثقافي شعري بهيج يوم تألق فيه أحمد الملا، وأمتع فيه الصحيح، وأطرب زولي، وبكت زينب غاصب وأبكت، وغاب إبراهيم سند، وأعلن السريحي فيه عن انطلاق الدورة الثالثة من الجائزة في بيان من أمانة الجائزة بموضوع جديد لأبحاث الشعرية وبنفس الشروط السابقة. وكانت الندوة الثالثة المعنونة بتجربة الشاعر أحمد الملا والتي أدارها الناقد محمد العباس ركزت على قصيدة النثر ومسيرتها في المشهد السعودي والعربي والصعوبات والعقبات التي واجهتها حتى نالت القبول بدلًا من الرفض، حيث بدأها العباس بمقدمة تحدث فيها عن الشاعر الملا وعن تجاوزه لكثير من العقبات الاجتماعية والأدبية ثم تحدث عن المدارات التي تحرك فيها أحمد الملا في عرض نقدي حديث وقراءة أدبية فريدة ثم تحدث الشاعر أحمد الملا الفائز بجائزة التجربة الشعرية عن تجربته ومسيرته الأدبية والفنية والإبداعية والعلمية بأسلوب شعري إبداعي جميل. وفي نهاية الندوة فتح الباب لمداخلات الحضور حيث عرض رئيس أدبي الطائف عطا الله الجعيد بشكل طريف ما يدور في نادي الطائف من صراع بين القصيدة العمودية الموزونة ممثلة بالشاعر أحمد الهلالي، وقصيدة النثر أو النص الجديد ممثلة في الشاعر أمين العصري، طالبا من الملا أن يفك هذا الاشتباك ما دفع أحمد الملا إلى أن يوصي بإحالتهما إلى لجنة للمناصحة. وفي الندوة الرابعة المعنونة ب"قرؤوا الثبيتي"، والتي أدارتها منى المالكي تحدثت شيمة الشمري في ورقتها المعنونة ب"الطبيعة واغتراب الذات في شعر الثبيتي"، حول اقتفائها لأثر الثبيتي الشعري، حيث وجدت أنه استقى معظم صوره وأخيلته من الطبيعة وما بها من سماء ونجوم وأشجار وغصون ونباتات، كما أثرت الحياة اليومية التي كان يعيشها الشاعر في أحضان الطبيعة في أخيلته فجاء شعره زاخر بكثير من ألفاظ الطبيعة كالنور والضياء والبدر والقمر لما لهذه الأشياء من مكانة رفيعة في حياة العرب، وقالت الشمري: "إن هذه الدراسة تحاول أن تبرز مفهوم الطبيعة عندما يتقاطع معها الاغتراب – الطبيعة بملامحها والاغتراب بمظاهره"، وتحدثت عن عشق الثبيتي عن انغماس وامتزاج الثبيتي مع عناصر الطبيعة وكان حضور الصحراء في ديوان موقف الرمال لافتا قويا كما يلاحظ كثرة ولوج الشعر إليها فرارا من واقعه وشعوره بالاغتراب الذي تعيشه ذاته المرهقة، مما يشي بحيرة وقلق الشاعر في أخريات حياته كون الديوان آخر ما بثه الشاعر من أشعار. ثم تحدث الشاعر والناقد راشد فهد القثامي في ورقته المعنونة ب"حول شعرية الثبيتي"، حيث بدأ بعرض مشكلات القراءة والتي تتمثل في مشكلتين وهي عرض شعرية الثبيتي ضمن سياقها الزمني ، أو عدم عرضها، واختار أن يجعلها ضمن سياق زمنها الثقافي في مرحلة السبعينات والثمانينات ثم إشكالية التوافق بين المفاهيم المؤسسة للقراءة وهي مصطلح الشعرية والإيقاع. ثم بدأ القثامي في قراءة تطور التجربة الشعرية ليصنف الديوان الأول ديواناً يخلط بين التقليدية والرومانسية والحداثية لتبدأ تجربته الجديدة مع ديوان "تهجيت حلما تهجيت وهما" إلى أن يصل لموقف الرمال، وعرض القثامي في نهاية ورقته التنويعات والترابط الذي يحدث بين هذه التنويعات. كما وتحدث الشاعر والباحث محمد إبراهيم يعقوب في ورقته "الوقوف على بوابة الريح" قائلا: عبر بوابة الريح ندخل إلى شعر الثبيتي فنتورط في التعلق بالشاعر حتماً، وكما تقول منى المالكي: "كان الشعر .. ثمّ أصبح الشاعر هو هاجسي". وقال: "من وجهة نظري فقد كان هناك تأثيرٌ كبيرٌ للسريحي في تجربة الثبيتي في ديوانه الثاني ، كان قد تعرّف على السريحي عام 82 -حسب عائض الثبيتي رفيق صبا محمد الثبيتي- ولا شك أن الديوان قد وقع في إشكالية الغموض أو كاد، وهذا أيضا يفسّر دفاع السريحي عن لغة الثبيتي في هذا الديوان عبر صفحات واستدعاء لمقاطع من شعر الثبيتي وذلك في كتاب السريحي " الكتابة خارج الأقواس " عام 86 ، وهي مجموعة مقالات نقدية واكبت الأعمال الإبداعية شعراً وقصةً شرحت ووجّهت واحتفت. في ديوان التضاريس استطاع الشاعر في فترة قصيرة من الزمن أن يحقق تجاوزات غير عادية في نموه الشعري حسب السريحي، فالمسافة بين قصائد عاشقة الزمن الوردي وقصيدة التضاريس احرق بها الشاعر العديد من المراحل متوغلاً في مجاهل التحديث الشعري ومفازات التفرد والإبداع. ولقد احتفى النقاد الحداثيون ، هذا حسب منى المالكي ، ب " التضاريس " أيما احتفاء ، ونصّبوا الثبيتي سيداً للقصيد الحديث في المملكة، وهذا لأنهم عثروا أخيراً على نص شعري يستندون إليه، ويطبقون قواعد وأطروحات مذاهبهم النقدية المعاصرة عليه في دراساتهم للشعر السعودي. والحقيقة أن تجربة الثبيتي كلها كانت مستنداً مرجعياً لكل نظريات وأطروحات مرحلة الحداثة، فإذا كان سؤال الهوية سؤالاً جوهرياً في التجربة الشعرية الحديثة في المملكة العربية السعودية فإنّ الانتماء للصحراء "شخصية البدويّ" شكّل جزءاً من السعي المتأجج للتمسك بالهوية العربية، وهذا ما أسماه البازعي " ثقافة الصحراء " فإن الثبيتي كان خير نموذج لهذا الانتماء. ثم قدم عطا الله الجعيد رئيس مجلس إدارة أدبي الطائف دروعا تذكارية لمديرة الندوة والمشاركين فيها، تلا ذلك إعلان الدورة الثالثة من جائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع من قبل أمانة الجائزة.