الهلال والنصر مباراة لا تحتاج لتقديم ولا إعلان. مباراة أعلنت عن نفسها منذ بدأ الهلال والنصر لعبة المتصدر والوصيف. ليست مباراة دورية من يفوز فيها يحصل على ثلاث نقاط، بل هي المباراة الأهم للفريقين في الدوري منذ أكثر من خمسة عشر عاما، لأنها تحمل في ثناياها ملامح بطل الدوري هذا الموسم. السؤال الذي أسمعه باستمرار منذ ما يقارب العشرين يوما: "من بيفوز؟". سيفوز الهلال إذا كان سالم الدوسري ونواف العابد في أفضل حالاتهما فمشكلة النصر إنه لا يلعب بوسط أيمن ووسط أيسر كما تلعب بقية الفرق. فمع أن باستوس يلعب في الجهة اليسرى إلا أنه جناح أيسر وليس وسطاً، ولايقوم بمساعدة حسين عبدالغني في المهام الدفاعية، وهذا ما سيجعل سالم في وضع جيد لإرهاق حسين طوال المباراة. نواف العابد في الجهة المقابلة يمكن أن يكون نجم المباراة لأنه سيواجه خالد الغامدي وحيدا بسبب عدم مساعدة يحيى الشهري له. فيحيى ليس وسط أيمن بل هو لاعب حر لايتحمل أي مسؤوليات دفاعية. سيفوز الهلال إذا ما استطاع دفاعه الخروج من المباراة بأقل الأخطاء. فدفاع الهلال أضعف خطوطه بلا جدال. ولكن حتى الدفاع الضعيف قادر على تجنب الأخطاء إذا لعب بحذر واعتمد على تخليص الكرة دون محاولة التمرير. فالتمريرات الخاطئة هي السبب الأول في الأهداف التي سُجلت في الهلال. تشتيت الكرة بعيدا عن منطقة الخطر بأسرع وقت سيقلل أخطاء الدفاع، وسيساعد الهلال على كسب المباراة. سيفوز الهلال إذا ما استطاع ياسر الشهراني إيقاف انطلاقات باستوس. لذلك من الواجب على ياسر ألا يتقدم كثيرا حتى لايترك فراغا يمكن أن يستغله باستوس للوصول لمرمى السديري. سيفوز الهلال إذا لم يكتف بهدف واحد في المباراة. فالهلال قد يتقدم في المباراة بهدف ولكن فارق الهدف غير كاف للفوز بالمباراة. فالمباريات الماضية علمتنا أن الهلال يجد صعوبة بالغة في المحافظة على شباكه نظيفة. سيفوز النصر إذا كثف عدد لاعبي الوسط. لا أجد النصر قادرا على الفوز والهلال وهو يتفوق عليه فنيا وعدديا في وسط الملعب. فالهلال يلعب بخمسة في الوسط مقابل ثلاثة في وسط ملعب النصر. لذلك لابد أن يلعب كارينيو بخمسة في الوسط. وذلك بإشراك محمد نور خلف المهاجم إضافة لباستوس والشهري وشايع وغالب. أو يقوم بتغيير أدوار باستوس وإيفرتون (إذا ما إصر على إشراكه بداية المباراة) من أجل خلق توازن في الوسط، وعدم تسليم المباراة للهلال. دخول باستوس للوسط بشكل كبير أمر مهم لمساعدة يحيى وشايع وغالب. أيضا يجب أن يساعد باستوس حسين عبدالغني، خصوصا أن حسين سيواجه أسرع لاعب في الفريقين. أيضا إيفرتون يجب أن يساعد فريقه بدخوله أكثر للوسط وعدم الاكتفاء بالتمركز في منطقة الجزاء الهلالية. مهمة أخرى يجب أن يقوم بها إيفرتون (نور) وهي عدم إعطاء عادل هرماش فرصة لبداية الهجمة الهلالية بشكل منظم. سيفوز النصر في المباراة إذا ما كان يحيى الشهري في أفضل حالاته. المباريات الكبيرة هي التي تظهر النجوم الحقيقيين. وهذه المباراة فرصة ليحيى الشهري لكتابة اسمه في تاريخ الديربي. من المهم ألا يكتفي يحيى بتنفيذ الكرات الثابتة بل يجب أن يتفاعل أكثر مع المباراة، وأن يعتمد على التمرير السريع بدل الاحتفاظ بالكرة أطول من اللازم. فالاحتفاظ بالكرة هو القاتل الرئيسي للهجمات المرتدة. سيفوز النصر إذا ما استطاع شايع شراحيلي وإبراهيم غالب إيقاف نيفيز والحد من خطورته. فمع أن الهلال يهاجم بأساليب متنوعة فإن نيفيز هو اللاعب الأكثر مواجهة لمرمى الخصم بسبب قدرته على التحرك في الفراغات، وأيضا قدرته غير العادية على التوقع. لن يفوز النصر ما لم يحُاصر نيفيز طوال المباراة. الروح القتالية ستكون سلاح النصر في معركته مع غريمه التقليدي. إذا ما حضرت روح النصر في المباراة فسيدرك الصدارة مع الصباح، وسيسكت عن الكلام المباح.