من أوضح علامات اللؤم أن يكون الزوج قاسياً على زوجته، محتقراً لها، لا يحترمها فضلاً عن أن يكرمها، ولكنه مع الرجال منافق رقيق، وخاصة رؤساءه ومن يقدرون عليه.. أي الذين يخافهم ويرجوهم.. تجده ذليلاً أمامهم، مطيِّة لهم، خاضعاً طائعاً دائم الرقة والابتسام رغبة ورهبة، وهو يغلي من الداخل قهراً ويوطن نفسه صبراً لينال منصباً يتسلط فيه على الناس كما تسلط على زوجته التي ابتلاها الله به، فهو يفرغ قهره من الرجال في وجدانها، كأنما يطعنها بالسكاكين، لا يبتسم لها، ولا يهتم بمشاعرها، بل يتعمد إهانتها وإهانة أهلها أمامه ليواري إهانته هو أمام الرجال، ويحاول تعويض كرامته المفقودة بالخشونة والجلافة والتسلط على بنت الأجواد.. إن مثل هذا اللئيم موجود.. ومؤذٍ كالحيِّة الرقطاء، ومعدنه خسيس، فإن من لا يحترم زوجته ولا يحافظ على مشاعرها ويتعمد جرحها لأنه قادر عليها -إما لضعفها أو لفقر أهلها أو لصبرها بسبب أولادها- يعتبر عاراً على الرجال، ومثالاً لخسة الأخلاق، ويحسن بمن ابتلاها الله بمثله ألاَّ تصبر على إهانته بل توقفه عند حده، وتعلمه كيف يكون رجلاً بالقوة، فمثل هذا لا يخضع لغير القوة، ولن يكون محترماً أبداً، وإن مثَّل الرقة بسبب الخوف أو الطمع.