×
محافظة القصيم

مسجد السلامة بالرس يجهز إفطاراً للمسافرين

صورة الخبر

تتفاوت ردود الفعل بين مشجعي الدراما السورية هذا الموسم. بعضهم يرى أنها لم تكن قادرة على النفاذ بعمق في الأوضاع التي تشهدها البلاد، وأنها لا تزال تتناوشها بحياء المحترفين وقلة صبر المجتهدين. «منبر الموتى» المسلسل الذي يحوي كماً كبيراً من العنف اللفظي والبدني - قد يحسب له للمرة الأولى في تاريخ الدراما السورية - أوقع زملاء المهنة في تضاربات بالرأي، فذهب بعضهم إلى حد تخوين المشاركين فيه، فيما رأى مخرج العمل سيف سبيعي أن مسلسله يقع في مرمى نيران الحرب الأهلية التي تدور رحاها في بلده سورية. الأكيد أن المسلسل شكّل صدمة لدى بعض النقاد والمشاهدين والممثلين، وبصرف النظر عن النهايات غير المتوقعة فيه، فإن المسلسل بحد ذاته تحول ميزاناً للمنقسمين أنفسهم حول الأزمة السورية، وإذ تتوالى الردود من حوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن قراءة محايدة له تكشف عن عنف كامن في النفوس، لم يكن مقدراً له أن ينفجر بهذا الشكل الذي انفجر عليه في المسلسل. فهنا، يفقد جهاز التلفزيون بعض أهم ميزاته التي تكرست عبر السنوات الماضية من أنه «جهاز العائلة»، مع العلم أن بعضهم يذهب إلى القول إن هذه الوظيفة انتهت إلى غير رجعة. فمع المشاهد المروعة التي راح يبثها بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن حفلات تعذيب وقتل وتقطيع في البلاد، ومع سهولة أن تشاهدها أي عائلة وبأيسر السبل، لم يعد ممكناً بعد اليوم منع التلفزيون أو حصره بوظيفة معينة كان ممكناً الإبقاء عليها لو لم ينفجر المجتمع الاتصالي الشامل بهذه الحدة. ربما يقف الطرفان على حق بخصوص وجهة نظركل منهما، وربما لا. ففيما رأى الممثل عارف الطويل أن «المسلسل تحريضي على الوطن وينبغي معاقبة صناعه»، ذهب ممثل مشارك فيه إلى التنصل من دوره، كما حصل مع باسل حيدر الذي قال إنه لم يقرأ دوره كاملاً حين عمل فيه، وأنه سيصدر بياناً حول هذا الموضوع، في حين رفع من شعبية العمل ظهور بعض الممثلين المحسوبين على المعارضة السورية وجعله في مرمى المشاهدة الجماهيرية الواسعة. أياً يكن، فإن المسلسل الذي يخوض للمرة الأولى في شكل يعد سابقة في عوالم رجال الأمن الفاسدين يجيء ليضع خاتمة على ثلاثية «الولادة من الخاصرة»، كما يقول مؤلفه سامر رضوان، لكنه ينأى بالمشاهدين، كما يبدو من حلقاته التي عرضت، عن إمكان التفصيل في منبر للأحياء. فالحرب الأهلية بدأت تأكل في طريقها الأخضر واليابس، وإن قُدّر للدراما السورية أن تخرج من مواقعها التي تربت فيها، فإن أحداً لا يمكنه التكهن بما ستكون عليه الحال في الموسم المقبل. العنف اللفظي والبدني في «منبر الموتى» يسبقه عنف كامن في النفوس، وفي الواقع اليومي للسوريين لم يكن ممكناً تصوره قبل هذه الساعة، لا في الدراما، ولا في حياة الأحياء.