×
محافظة الرياض

هبوط اضطراري لطائرة مصرية في المدينة المنورة

صورة الخبر

دمعـة كاللؤلؤ الـرطب علـى الخـد الأسيل هطلت في ساعة البين من الطرف الكحيل إنمـا يفتضـح العــاشـق في وقـت الـرحيـل حين يكون الإنسان هادئا مسترخي الأعصاب تكون الانفعالات داخله ساكنة في حالة خدر، فيشعر أنه قادر على ضبطها وإخفاء ما يريد إخفاءه منها، كما يمكنه حينذاك التحكم في تعبيرات وجهه، ونبرات صوته، واختيار عباراته، حتى لا يكاد يظهر عليه أي أثر لما هو مدفون في باطن نفسه من المشاعر. لكنه متى اندلعت في داخله شرارة اضطراب الانفعالات، وسقط تحت وطأة ما لا يطيق من جيشان المشاعر في صدره، فإنه آنذاك يضحي عرضة لأن يفارقه هدوءه السابق، وأن يفقد قدرته على السيطرة على تصرفاته، فيعجز عن كتمان ما يشعر به، إن هو ألجم لسانه، وشت به نظرة عينه، وإن أشاح بوجهه فضحته نبضات قلبه وارتعاشة كفه. وساعة الرحيل، هي واحدة من الساعات التي تثير الاضطراب في القلب، خاصة متى كان ذلك الرحيل ينبئ بغياب طويل أو قطيعة دائمة. في مثل هذه الساعة تنطلق الانفعالات الساكنة من عقالها تتدافع لتنقلب إلى مارد يهز أركان الوجدان، تتمرد الانفعالات على صاحبها فتحطم كل محاولة لضبطها أو قمعها. في ساعة الرحيل تغادر الروح الجسد تتبع من رحل، فلا التجلد يخفي ما اضطرم من المشاعر، ولا ادعاء الصبر يستر دخان الألم، فيطفو الحزن على الملامح ليفضح الوجه فيما اجتهد طويلا في إخفائه من مشاعر الوجد والتعلق، وفي تلك الساعة الرهيبة، يبيت التظاهر باللامبالاة، والتقبل للفراق أكذوبة لا ستر لها!! ولا تخال أن هذه حالة تخص العشاق وحدهم، وإنما هي حالة يكاد يبتلى بها كل الناس، فالذين يستطيعون ضبط انفعالاتهم المضطربة قلة، بل من النادر أن تجد أشخاصا قادرين على ضبط نبض قلوبهم وإخفاء ما يحتدم داخلها من الاضطراب، سواء كان ذلك الاضطراب بسبب ارتعاشة حب، أو انتفاضة غضب، أو رعدة خوف، أو خفة فرح، أو انكسار إحباط وحزن، أيا كان سبب ذلك الاضطراب لابد له أن يغلب صاحبه فيشق ستار صدره ليخرج معلنا عن وجوده!!.