×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / وزير التعليم يرعى اختتام فعاليات برنامج "اقرأ" في أرامكو / إضافة ثانية واخيرة

صورة الخبر

أرسلت نتائج الجولتين الأوليين للتصفيات المزدوجة لكأس العالم 2018 في روسيا، وكأس آسيا 2019 في الامارات، إشارات لا يمكن تجاهلها عن تقلص واضح في الفوارق الفنية بين منتخبات القارة «الصغيرة» ومنتخبات «الوسط» على الاقل في الوقت الراهن. في الماضي كانت منتخبات القارة الآسيوية تقسم بصورة غير رسمية الى ثلاثة مستويات هي منتخبات النخبة التي تتنافس على بطاقات التأهل الى كأس العالم ولقب كأس آسيا، ومنتخبات الوسط التي تنقسم بدورها الى مجموعتين، الأولى تضم بعض منتخبات غرب آسيا العربية والصين واوزبكستان وكوريا الشمالية، وهذه كانت تنافس سابقاً على بلوغ كأس العالم ومنها من تأهل الى المونديال بالفعل وتوّج بكأس آسيا، والثانية التي تشمل بعض المنتخبات العربية، ومنطقة الآسيان، ووسط آسيا، وينحصر طموحها في بلوغ كأس الأمم. أما المستوى الثالث والأخير فيجمع بقية منتخبات القارة التي تطمح في الارتقاء الى المستوى الثاني. هذه المنتخبات كانت اشبه بالأسماك الصغيرة في المحيط الهندي والتي من السهل ان تلتهمها الأسماك الأكبر حجماً، لكن من بين هذه الاسماك من يرفض التسليم بالامر الواقع ويسعى لئلا يكون لقمة سائغة في مواجهاته مع المنتخبات التي تفوقه تاريخاً وخبرة وامكانات فنية. منذ اطلالته الأولى على الساحة الآسيوية في مطلع سبعينيات القرن الماضي، واجه منتخب الكويت العديد من هذه «الأسماك الصغيرة»، فمنها من اجهز عليه بسهولة وبنتائج تاريخية مثل بوتان (2-صفر في فبراير 2000) او ماكاو (10-1 و8-صفر في مايو 1993) ومنها من عانى امامه «الأزرق» بل وسقط في لحظات تاريخية حزينة لا تمحى من سجل المنتخب. في كأس آسيا 1972 في بانكوك، كان «الأزرق» يشارك للمرة الأولى، وبدا انه يمضي بصورة جيدة في المنافسة على اللقب بعد تغلبه على منتخب كوريا الجنوبية في المباراة الأولى، الا ان مباراته الثانية والأخيرة في المجموعة والتي كانت سهلة نظرياً امام منتخب الخمير الحمر «كمبودياً حالياً» حملت انباء سيئة غير متوقعة، بعد ان سقط «الأزرق» امام المنتخب المغمور برباعية نظيفة ليودّع المنافسة من الباب الضيق ووسط تساؤلات عن اسباب هذا السقوط لم تجد اجابة شافية حتى اليوم! بدا ان «الأزرق» استوعب درس كمبوديا جيداً في السنوات التالية، فلم يظهر تساهلاً امام اي من هذه الأسماك الصغيرة حتى جاء عقد التسعينيات ليجد نفسه بلا حيلة امام منتخب اندونيسيا العنيد والذي كاد ان يلحق به هزيمة مفاجئة في مستهل مشوار الفريقين في كأس آسيا في الامارات 1996، وبعد ان تقدم الاندونيسيون بهدفين جميلين، تمكن منتخب الكويت من ادراك التعادل بشق الأنفس بعد ان احتاج الى ركلة جزاء. في النسخة التالية في لبنان 2000، تكرر السيناريو وتعين على «الأزرق» ان يواجه اندونيسيا في مستهل مبارياته في البطولة، ومجدداً سقط في فخ التعادل الذي كان سلبياً هذه المرة، الأمر الذي صعّب من مهمته في التأهل للدور الثاني وحرمه من صدارة المجموعة. بعد قرابة العقد من الزمن، عاد الاندونيسيون ليلعبوا دور المنغص امام الكويت في لقاء الذهاب ضمن تصفيات كأس آسيا 2011 في قطر، ويومها احتاج «الأزرق» المضيف تألق نجمه بدر المطوع ليحوّل تخلفه بهدف الى فوز متأخر بهدفين، قبل ان يشهد لقاء الاياب في جاكرتا تعادلهما 1-1، وتختلط اوراق المنافسة في المجموعة التي كانت تضم منتخبي استراليا وعُمان. سنغافورة هي الأخرى تمكنت من عرقلة مسيرة «الأزرق» في تصفيات كأس العالم 2002 عندما خرج متعادلاً معه في الذهاب على أرضه 1-1. وكان لهذا التعادل المخيّب دور كبير في تقليص الفارق مع المنتخب البحريني الذي ظفر ببطاقة التأهل بعد فوزه على «الأزرق» إياباً في الكويت. في جميع هذه المناسبات، لم يكن لدى «الأسماك الصغيرة» ما تخسره وهي تواجه الكويت بدليل انها غالباً ما كانت تهزم في بقية مبارياتها عندما تواجه منتخبات أخرى في المجموعة، فالمسألة بالنسبة لها كانت إثبات وجود لا أكثر، بينما تبدو الأمور مختلفة اليوم. ومن يدري؟ فقد يدفع طموح هذه المنتخبات بها لتلعب ادواراً لم تكن معتادة من قبل. وللتذكير فمجموعة «الأزرق» في التصفيات تضم منتخبين من «الأسماك الصغيرة» يواجه احدهما اليوم والآخر (لاوس) بعد أسبوع.