على حافة البادية ينتصب حصن الأخيضر أو قصر الأخيضر، أحد أهم الأبنية التاريخية والأثرية في العراق، وواحد من أبرز وأمتن القلاع والحصون في العالم الإسلامي، وتفرد هذا الحصن من حيث ضخامة عمرانه وإبداع الكثير من العناصر الجديدة والمبتكرة في التصميم والهندسة، إضافة إلى زينته الزخرفية المشغولة بحرفية عالية. ويقع الأخيضر على بعد 12 كم إلى الجنوب الغربي من بغداد وتأثر تخطيطه بقصور المناذرة في الحيرة، ورغم الغموض الذي يحيط بإنشاء هذا الحصن، إلا أن أغلب الباحثين يرجعون بنائه إلى العصر العباسي سنة 778م. والقصر عبارة عن بناء مستطيل يحيط به سور تبلغ أبعاده 175 169 متراً وله مداخل حصينة في وسطها أبراج من الجهات الأربع، كما يوجد في منتصف كل ضلع من أضلاع السور برج كبير، يتوسطه مدخل. وتوجد عشرة أبراج في كل ضلع، خمسة عن يمين الداخل وخمسة أخرى عن يساره، وبأعلى السور فتحات لصب المواد الكاوية كالزيت والماء المغليين على المهاجمين كما حصنت المداخل بشبكات حديدية تجري من أعلى لأسفل، وبناء القصر جاء ملاصقاً للسور الشمالي وتبلغ أبعاده 111.40 81.83 متر مربع وبه مجموعة من الأبراج أيضاً. وتقع بواباته الرئيسية في الضلع الشمالي وتؤدي إلى دهليز مغطى بقبو في أعلاه فتحات لإلقاء السوائل، ويؤدي الدهليز إلى ساحة الشرف التي تحتوي على عدة تجويفات في أعلاها حنايا ترتكز على أعمدة من الطوب وهي معقودة ومزخرفة بأشكال مختلفة تعرف باسم (هزار باف) وهي مأخوذة عن بلاد فارس. وفي جنوب ساحة الشرف توجد قاعة العرش على محور المدخل الرئيسي وهي عبارة عن إيوان كبير يغطيه قبو، وفي نهايتها قاعة ذات تخطيط مربع وحول القاعة عدة غرف وقاعات للاستقبال وترتفع واجهة القاعة عن الغرف الجانبية وتعرف هذه الطريقة في المباني العراقية باسم (بشتاك)، وتنقسم الغرف إلى ثلاثة طوابق ويعلوها صف من الشرفات المسننة الجميلة وبأسفلها صف آخر من التجويفات المعقودة. ويحيط بساحة الشرف وقاعة العرش دهليز يوجد حوله 4 بيوت لا صلة بينها ويلاحظ أن كل اثنين منها متشابهان. وفي الركن الشمالي الغربي من القصر يوجد المسجد وله محراب على شكل تجويف مستطيل ويتكون من صحن محاط بأروقة من ثلاث جهات فيما عدا الجهة الشمالية. ويتبع القصر ملحقان يقعان بين جدران القصر والسور وقد استخدم في تسقيف حجرات القصر ودهاليزه أنماط مختلفة منها: أقبية نصف برميلية وأقبية متقاطعة وأقبية يفصل بينها عقود، وقد عرف هذا الأسلوب في الفن الساساني كما في إيوان الكرخ، واستخدمت أيضاً في قصر عمره، وفي طاقات مدينة بغداد، أما مداخل الغرف فتقع في نهاية الجدران بعكس ما كان معمول به في العصر الأموي، والقصر يبدو من الخارج كأنه قلعة حصينة واستخدم في بنائه الحجر الجيري والجبس للجدران، أما الأرضية والقباب فبنيت من الآجر ،ويميز القصر تصميمه الرائع وتنوع طرق التسقيف فيه وتنوع تصميم الحجرات ،بالرغم من أنه قد وصل إلينا في حالة سيئة.