اهتمت صحف عربية صادرة يوم 2 سبتمبر/أيلول بالتحرك المفاجئ لمتظاهرين لبنانيين لاقتحام وزارة البيئة وكذلك أزمة المهاجرين السوريين في أوروبا. فقد انقسمت الصحف اللبنانية بين مؤيد ومعارض لإقتحام المتظاهرين التابعين لحملة طلعت ريحتكم لمقر وزارة البيئة في وسط بيروت للمطالبة بإقالة الوزير. تأتي هذه الخطوة بعد أيام من المظاهرات المتواصلة احتجاجاً على تفاقم ظاهرة القمامة في شوارع العاصمة اللبنانية. صحيفة المستقبل اللبنانية وصفت هذا التحرك بإنه تكتيك مباغت يحتل الشاشات.وامتدحت الصحيفة في افتتاحيتها كل من المتظاهرين وقوات الشرطة، حيث قالت إن المتظاهرين لم يرتكبوا أي عمل تخريبي ولم يسمحوا للمندسّين والمشاغبين الذين ظهروا في ساحة رياض الصلح سابقا. كما امتدحت قوى الأمن الداخلي اللبنانية كونها تمكنت من إتمام المهام الموكلة إليها بحرفية وحزم من دون استخدام العنف أو التعرض بالأذى للمعتصمين. كما امتدحت الأخبار اللبنانية ما قام به المعتصمون، وقالت إن حملة طلعت ريحتكم نجحت في خطف الأضواء باقتحامها وزارة البيئة، في خطوة تصعيدية مفاجئة. وقالت السفير اللبنانية إن الحراك يباغت السلطة في الجولة الثانية. وانتقدت الصحيفة النائب ميشال عون بسبب توجيهه الشتائم للمتظاهرين واتهامهم بأنهم مرتزقة يعملون لدى السفارات الأجنبية. علي الجانب الآخر، انتقدت بعض الصحف تلك الخطوة من جانب المتظاهرين، حيث تساءل حبيب معلوف في السفير إذا ما كان التحرك الشعبي يطوق نفسه من خلال قيام بعض المجموعات الشبابيّة باقتحام وزارة البيئة، في ضوء تنحي وزير البيئة عن رئاسة لجنة ملف النفايات موضع الشكوى والأزمة. وأبرزت الأنوار اللبنانية ما وصفته بأنه انتقاد سياسي للمقتحمين. تقول الصحيفة إن اقتحام مبنى الوزارة قوبل بانتقادات سياسية، مشيرة إلى اعتبار كتلة المستقبل النيابية أن الاقدام على دخول وزارة البيئة أو أي مقار رسمية يخدم من يتوسل الفوضى والخراب للبنان ولا يخدم الحراك السلمي. وتحذر إلهام فريحة في الأنوار المتظاهرين من السقوط في شراك لعبة يخبئها البعض خلف براءة عيونكم. تقول الكاتبة: هناك من نصب لكم مكمنا في وسط بيروت، وهو صامت يتفرج من بعيد، لكن أصابعه موجودة هناك، تعبث بكم وبالحراك الذي أردتموه حضاريا... ويتحول فوضويا في بعض محطاته. وختمت فريحة مقالها بدعوة المتظاهرين إلى تحديد خياراتكم بوضوح، ومراجعة روزنامة تحرككم، صوناً لشعاراتكم وحرصاً على استقرار بلدٍ يترنّح في وجه العواصف الآتية من كل صوب. غياب تحرك عربي تجاه المهاجرين شن فهم عريشي هجوماً لاذعاً في مقاله بصحيفة الوطن السعودية على الدول العربية لعدم تبنيها أي تحرك لمساعدة اللاجئين السوريين. ويشير الكاتب إلى أن كل الجهود التي بذلتها هذه الدول لاحتواء أزمة اللاجئين السوريين لم تكن على القدر الكافي. يقول عريشي في ختام مقاله: نترك اللاجئين للموت دون أن نسمع نداءاتهم، وبدلا من أن نبني مشروعا عربيا متكاملا لإيوائهم وتوفير البيئة التي تكفل لهم أبسط حقوقهم، تركناهم للبحر الأبيض المتوسط يتقاذف جثثهم. وكتبت هند أبو الشعر في الدستور الأردنية ملقية باللوم على العرب لتفاقم هذه المشكلة. تقول الكاتبة: لم نعد نعرف من القاتل ومن الضحية، ولكننا على ثقة بأننا دمرنا أنفسنا، وأن العرب شعوب تمارس الانتحار وتدعى أن هناك مؤامرة تحاك في الخارج. أما عبدالعزيز الجار الله في الجزيرة السعودية، فينتقد المطاردات اليومية لمهاجرين ولاجئين من سوريا والعراق وليبيا وبعض دول أفريقيا الفقيرة... وغياب الضمير والقيم الأخلاقية لدول متحضرة تعي حقوق حماية اللاجئين زمن الحرب. يقول الكاتب إن هذه الدول تتجرد من القيم الأخلاقية في مطاردة لاجئين من الحرب عزل فروا من القتل في البراميل المتفجرة والسيارات المفخخة، فروا إلى موت آخر موت العطش والموت في شاحنات تكدست بها أجسادهم وقوارب الغرق في عرض المتوسط المتلاطم. على المنوال ذاته، لامت ريم الحريمي في الراية القطرية الدول الغربية على ما وصفته بممارسة ازدواجية المعايير في التعامل مع اللاجئين. كما انتقدت عجز المجتمع الدولي عن احتواء هكذا كارثة إنسانية. لكن صحيفة البيان لاماراتية حاولت إيجاد عذر للأوروبيين، حيث قالت إن الاتحاد الأوروبي أمام ضغوط هائلة في وجه أزمة هجرة غير مسبوقة إلى دوله. تقول الصحيفة: تقاسم الأعباء في هذه المأساة يعني التعويل على دول الاتحاد الاوروبي استقبال المزيد من هؤلاء اللاجئين بما يتناسب مع إمكانيات تلك الدول وقدراتها وثقلها الاقتصادي، وبما يتماشى مع حقوق الإنسان.