ولأن بيننا من يعشق الكبسة والرز في كل المناسبات فوجب على المرشحين وضع (الرز) نصب عينيهم؛ للوصول نحو قلوب الناخبين ومن ثم أصواتهم، وهذا ما اتضح لي حين ناقشت أحدهم على الفيسبوك، فقد أكد لي أن صوته سيكون لمن "يعشيه"! ما علينا ودعونا نحلل قليلا بعض المستجدات التي طرأت على صلاحيات المجلس البلدي في النسخة الثالثة للانتخابات البلدية، وهي حقيقة ترتكز على ست صلاحيات جديدة وجوهرية ومفصلية، تجعل من المجلس قيمة اعتبارية حقيقية، وأول هذه الصلاحيات هو الاستقلال الشكلي والموضوعي في مقرات هذه المجالس حتى لا تتفضل الأمانة باستضافتهم عند كل اجتماع، وثاني الصلاحيات تتمثل في سلطة المجلس الرقابي في حدود البلدية المكاني، وثالثها وهو الأهم تخصيص اعتماد مالي لكل مجلس من الوزارة، أما الرابع فمسؤولية المجلس عن ميزانية الأمانة وحسابها الختامي، وهذا ضابط مالي مهم جدا ويمثل رقابة مزدوجة مطلوبة، خامس الصلاحيات يركز على تنفيذ مشروعات تطويرية واستثمارية لبرامج الخدمات البلدية، أما الصلاحية السادسة والأخيرة فلها ارتباط وثيق بما سبق، حيث تتمثل في إقرار البرامج والخطط البلدية الخاصة بتنفيذ المشروعات المعتمدة في الميزانية، كل هذه الصلاحيات تجعل من المجلس -هذه المرة- فرصة وتحديا حقيقيا للمرشحين الفائزين، وسيضعهم في موقف الميدان يا حميدان مع كل من انتخبوهم، لا سيما أن التعديل الجديد في الدورة الحالية ينص على فوز المرشحين بـ20 مقعدا من أصل 30، وهو ما يعني أن ثلثي المجلس هو نتاج مرشحين اختاروهم الناس، وأوصلوهم إلى كراسي المجلس بعد أن كانوا في الدورات السابقة فقط نصف المجلس، ولا يتبقى لنا سوى تذكير الناس باختيار الأصلح حتى يفلح، والابتعاد عن نظام الفزعة والقبلية والقوائم الذهبية وسلامة فهمكم.