انتقدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في افتتاحيتها اليوم ظاهرة بناء الجدران بين الدول، وتناولت الدوافع إليها وجدواها في تحقيق أهدافها والسلبيات الناجمة عنها، داعية لمزيد من التعاون بين الدول. وأوردت أن الحملة الانتخابية الرئاسية المقبلة في أميركا اشتملت على وعود ببناء جدران بين الولايات المتحدة وكل من المكسيك وكندا، وقالت إن ذلك يعزز توجها يتزايد في العالم. وعرضت الصحيفة قائمة بالعديد من الدول التي شرعت بالفعل في بناء جدران بينها وبين جاراتها. وآخر هذه البلدان -بحسب الصحيفة- هي المجر التي تبني حاليا جدارا بينها وبين صربيا لمواجهة عشرات آلاف اللاجئين أغلبهم من الشرق الأوسط وأفريقيا. وعددت أسباب بناء الجدران، ذاكرة موجات اللجوء والهجرة غير النظامية والمهددات الأمنية وتهريب المخدرات والبشر وغيرها. وخصت دولة إستونيا بسبب مختلف عن الجميع وهو منع التدخل الروسي في شؤونها السياسية الداخلية. وقالت إن عدد الدول التي بدأت ببناء جدر تضاعف ثلاث مرات خلال العقدين الماضيين، متسائلة عن جدوى ذلك. ونفت أن تكون الجدران حلا للمشاكل المذكورة، واصفة ظاهرة بناء الجدر بأنها تعبير عن الخوف من الآخر ورمز لفقدان الثقة المتبادل بين الدول وإبراز للاختلافات، وأحيانا رادع لمحاولات المصالحة والنظر للأسباب الجذرية والحقيقية. واختتمت كريستيان ساينس مونيتور افتتاحيتها بقولها إن مفهوم الدولة القومية والحاجة لحدود غير قابلة للاختراق لن يختفيا قريبا، لكن ومع التنامي الثابت للعولمة فإن حل المشاكل المذكورة لن يكون بغير المزيد من التعاون بين الدول وليس بتحصين الحدود.