تمر اليوم الثلثاء (1 سبتمبر/ أيلول 2015)، الذكرى الرابعة على رحيل المناضل والأب الروحي لجمعية وعد عبدالرحمن النعيمي بعد معاناة طويلة مع المرض بدأت في العام 2007، لتنتهي حياته بعد سنوات طويلة من النضال الوطني المتواصل، يوم الخميس الأول من سبتمبر 2011». وفي حديثه إلى «الوسط» قال الأمين العام لجمعية وعد رضي الموسوي «تصادف اليوم الذكرى الرابعة لرحيل القائد المؤسس المناضل عبدالرحمن النعيمي، الذي نفتقده اليوم أكثر من أي وقت مضى». وأضاف الموسوي «لقد سبق وفاته في الأول من سبتمبر 2011، دخوله في غيبوبة منذ أبريل/ نيسان 2007 إثر مرضه في المغرب ومن ثم نقله على نفقة أعضاء جمعية وعد وأصدقائها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، حيث أمضى مدة من الزمن راقداً في غيبوبته ومن ثم نقله للبحرين ليرحل في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات». وأردف «أتذكر ساعة علمي بالخبر، كنت في زيارة للأخ المناضل إبراهيم شريف في المحكمة العسكرية بمعية عائلته وبعض الأصدقاء، كنت في حديث ثنائي عميق مع أبو شريف في طرف كرسي المحكمة العسكرية بالرفاع، جاء الأخ عبدالله جواد وأخبرنا بوفاة أبي أمل». وتابع «حارب عبدالرحمن النعيمي، طوال مسيرته النضالية التي استمرت لأكثر من نصف قرن من الزمن، خطاب الحقد والكراهية والإقصاء والتهميش والتمييز ودافع عن الفئات الأكثر تضرراً في المجتمع، كما وقف في وجه الفتنة الطائفية وضد الطائفيين من أي فئة كانوا». وأفاد الموسوي «فقد كان ابن حركة القوميين العرب والحركة الثورية في الخليج والجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل والجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي فالجبهة الشعبية في البحرين». وشدد «كان النعيمي مؤمناً بالآخر ومؤمناً بضرورة الحوار والتفاوض للخروج من المأزق والأزمات التي مرت بها بلادنا البحرين ومنطقة الخليج والوطن العربي». وأكمل «عندما بادر بشجاعة وأطلق تصريحه الشهير بعد أيام من عودته من المنفى: «لقد قررنا وضع الجبهة الشعبية في الثلاجة»، بعيد لقائه مع القيادة السياسية، كان ذلك بمثابة إعلان لممارسة العمل السياسي العلني، وبذلك دعا النعيمي لاجتماع تأسيسي لجمعية العمل الوطني الديمقراطي في أبريل/ نيسان عام 2001 ضم جميع أطياف التيار الديمقراطي: الشعبية والتحرير والبعث، بعد ذلك تشكلت جمعيتي المنبر الديمقراطي التقدمي وجمعية التجمع القومي الديمقراطي، ولم تفلح محاولة النعيمي صهر التيار الوطني الديمقراطي في جمعية واحدة». وقال الموسوي «نفتقد عبدالرحمن النعيمي كقائد وطني وقومي يطالب بالدولة المدنية الديمقراطية المؤمنة بالوحدة الوطنية ودولة المواطنة المتساوية التي تنبذ خطاب الكراهية وتنبذ التمييز والتهميش بكل أشكاله». وأضاف «النعيمي الذي يؤمن بالشفافية هو أول من طالب أن يفصح كل من يشتغل بالشأن العام من نواب وبلديين ومسئولين كبار في الحكومة، أن يفصحوا عن ذممهم المالية، وقد فعل عندما ترشح للانتخابات النيابية في 2006». وتابع «نفتقد النعيمي اليوم لأن قامة باسقة مثله كان يمكن أن تلجم الانحدار إلى المستنقع الطائفي المقيت». وختم الموسوي «لم تفقد «وعد» وحدها النعيمي، بل فقدته البحرين والوطن العربي أيضاً، وعزاؤنا في رحيله المبكر أن رفاقاً له يواصلون مسيرته على طريق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهم على الدرب سائرون». وشهدت رحلة النعيمي في السنوات الماضية قبل رحيله غيابه عن الوعي بعد تدهور حالته الصحية في العام 2007، فبعد أن غادر النعيمي مجمع السلمانية الطبي يوم الأحد (4 فبراير/ شباط 2007)، إذ أدخل إلى ما يقرب من ثلاثة أيام إثر تعرضه لآلام مفاجئة في الصدر، وكان النعيمي قد نقل إلى وحدة العناية بالقلب (208) ووضع تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة. ودخل النعيمي في السابع من أبريل/ نيسان في غيبوبة أثناء تواجده في العاصمة المغربية، إذ حضر مجموعة من المؤتمرات والفعاليات السياسية في كل من الأردن وسورية ومصر والمغرب قبل تدهور وضعه الصحي. وفي العشرين من أبريل 2007 وصل النعيمي إلى مستشفى الملك فيصل بالرياض بسلام ومن دون أن يتعرض لأي مضاعفات أثناء نقله، ورافقه طاقم طبي متخصص أثناء عملية نقله. وفي الأول من فبراير/ شباط 2008 عاد النعيمي من العلاج في الخارج بعد أن قضى نحو 9 أشهر، إذ عاد من الرياض إلى البحرين ورغم أن حالته الصحية كانت مستقرة إلا أن فقدانه للوعي مستمر. ولم تشهد حالة النعيمي أي تطور في العامين 2009 و2010، واستمر في الغيبوبة حتى فارق الحياة يوم الخميس الأول من سبتمبر/ أيلول 2011، وذلك بعد أن استمرت معاناته مع المرض أكثر من 4 سنوات.