قبل عقد أو أكثر راجت أحاديث عن أن جالية آسيوية تُفضّل لحم الكلاب، وأنهم يدفعون غاليا لمن يزودهم بالكلب حيا، ولم تكن تلك الحالة تشغل حيزا كبيرا من أذهان مجتمعنا مادام الأمر يخص أفرادا لا صلة له بالشأن العام للبلد. وقد لا نجد حجما للمعارضة إلا -ربما- لو كان لدينا فرع أو تمثيل لجمعيات الرفق بالحيوان العالمية، فقد نضطر لمحاربة الممارسة بموجب موقعنا الدولي. وهذه الأيام تنقل الصحافة الإلكترونية أخبارا وصورا عن مطاعم تشتري لحوم القطط والكلاب، وتفرمه وتعيد بيعه بعد معالجات بالبهارات كـ شاورما، أو مفروم داخل بيتزا، أو وسيلة أخرى تجعله لا يفرق عن طيّبات اللحوم. فإن صحت الأحاديث المرفقة بالصور فهذا مرفوض، وعلى الجهات التدقيق والبحث عن المزوّدين، وذلك بوضع الحديد في أيدي جهاز المطاعم تلك، حتى يدلوا بأقوالهم عن أسماء ومواقع المزوّدين. وأنثني لأقول أنا لا أعتقد بالجدوى، لأن الحيوانات تحتاج إلى من يصطاها (بدوام كامل!)، وذبحها وإعدادها و(تسويقها!) للمطاعم، وهذا من منطق الأشياء يجعلها غالية الثمن، وعلى المطعم أن يرفع سعر الشاورما! مثلا، وعنئذ سوف لا يحصل على الدخل المطلوب. ناهيك عن المخاطرة التي قد يتعرّض لها المزوّد وصاحب المطعم، أو الفرن الذي يُعد (فطيرة بلحم قط أو كلب). ومع أن وزارة التجارة والاستثمار نفت صحة الأنباء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن ضبط مطعم يذبح الكلاب الضالة والقطط بالرياض، داعية إلى الحصول على الأخبار الصحيحة من المصادر الرسمية. وقبل الحصول على الخبر من مصادر رسمية على المرء أن يُفكّر فيما جاء أعلاه عن الجدوى وعنصر المخاطرة وصعوبة صيد تلك الحيوانات. وأقول لمن وجدوا في هذه الإشاعات ملهاة أن يكتبوا شيئا ينفع الناس. وسبق للزميل فهد الأحمدي أن كتب بهذه الجريدة مقالاً قال فيه إن تناول الحشرات عادة قد تصيبنا بالقرف والاشمئزاز ولكنها بالنسبة لمعظم الشعوب تعد مصدراً غذائياً أساسياً ومعتاداً.. غير ان ما يجعل الامور منطقية -نوعا ما- هو ان تقززنا مما يأكلون لا يساويه سوى تقززهم مما نأكل نحن (خصوصا حين يتعلق الامر بالضب والجراد وأقدام الغنم)!. وقالت المعاجم عن طبيعة لحم الكلب إن لونه أحمر داكن وقوامه صلب وسطحه لزج، ورائحته كريهة غير مقبولة، وخيوطه دقيقة ولا يخالطه إلا القليل من الدهن بين العضلات وتحت الجلد ولون الدهن أبيض أو مائل للصفار وقوامه شحمي زيتي ويتميز لحم الكلاب بأنه يزداد احمرارا عند غليه بالماء.