أعلنت جماعة «طالبان» الأفغانية المتطرفة أمس (الإثنين) أن كبار مسؤوليها قرروا إبقاء خبر وفاة زعيمهم الملا عمر طي الكتمان لأكثر من عامين، لأن الحرب في أفغانستان كانت تدخل مرحلة دقيقة حينذاك وغالبية الجنود الأجانب كانوا يستعدون لمغادرة البلاد. وتسربت المعلومات عن وفاة الملا عمر في الشهر الماضي وسط غموض حول كيفية وتوقيت وفاته، لكن «طالبان» أعلنت للمرة الأولى اليوم أن الملا عمر توفي في 23 نيسان (إبريل) العام 2013. وجاء الإعلان في وثيقة من نحو خمسة آلاف كلمة نشرتها الحركة في موقعها الرسمي على الإنترنت، في إطار تقديم خلفه الملا منصور الذي كان نائبا للملا عمر لفترة طويلة، واعترض أفراد بارزين في الحركة على اختيار الملا منصور لخلافة سلفه. ولم تفصح الجماعة التي لم تذكر أي تفاصيل في السابق عن سبب إبقاء خبر مقتل الملا عمر طي الكتمان عن الجهات التي كانت طرفاً في الاتفاق. وذكرت الحركة في الوثيقة أن «أحد الأسباب الرئيسة هو أن العام 2013 يعتبر العام الأخير لاختبار القوة بين المسلحين والغزاة الأجانب». وأطاح تحالف قادته الولايات المتحدة بحركة «طالبان» عن الحكم في أفغانستان العام 2001، وتشن الحركة منذ ذلك الحين حرباً تزداد حدتها باضطراد على الحكومة الأفغانية المدعومة من الخارج. وانسحب غالبية جنود «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) في العام 2014، في حين تضطلع الكتيبة الباقية في أفغانستان بمهام تدريبية في المقام الأول. وقدم البيان منصور كقائد عسكري فذ، أصيب مرتين في المعارك وأسهم في إعادة بناء القوة الجوية الأفغانية في عهد «طالبان».