المرة الوحيدة التي كان فيها العداء العظيم يوسين بولت بطيئا.. لم يحطم أي أرقام قياسية.. هي لحظة ولادته.. فقد تأخر قرابة اسبوعين عن الموعد المفترض للولادة. بولت حير عقول العلماء.. كلما قالوا: إنهم توصلوا إلى تفسير لسرعته.. وضعوا أيديهم فوق رؤوسهم من فرط الاستسلام.. وأعجز أهل الرياضيات والفيزياء الذين أمسكوا بالورقة والقلم وراحوا يحسبون أرقامه وأليافه العضلية وقوة السحب ومقاومة الهواء والطاقة التي ينتجها جسده في جزء من الثانية.. وضرب على رؤوس خبراء الجينات والعروق السالفة حتى توصلوا لاكتشاف غير مؤكد بأنه ثمرة التزاوج بين العبيد الأقوياء في العصور المظلمة في أمريكا! ويتفق بعض العلماء أن بولت لو ركض فوق سطح كوكب آخر.. في وجود غلاف جوي أقل كثافة.. فإن سرعته ستكون أكبر.. بسبب الحاجز المادي الذي تفرضه الظروف على كوكب الأرض. بولت ليس رمزا للسرعة فحسب.. ليس أسطورة رياضية عظيمة فقط.. ولكنه الرياضي الوحيد في التاريخ الذي يتقاتل أهل العلم البشري من أجل الوصول إلى تفسير واحد يجعله الأسرع في تاريخ البشرية. بولت. هبة إلهية. أعتقد أنها ستظل غامضة إلى الأبد. وستبقى أرقامه القياسية معجزة لن يستطيع أي عداء المساس بها.