لو كان المدرب الأوروغوياني خورخي داسيلفا مسؤولا وحيدا عن الحضور البدني والفني للاعبيه لما ظلّ في منصبه يوما واحدا إضافيا وهو الذي يسجل نتائج غير جيدة مقرونة بأداء ضعيف مع الظهور الأول هذا الموسم، لكن الإدارة النصراوية تعلم أن هبوط مستوى الأداء وتردي النتائج في ثلاث مباريات متتالية بدأت بنهائي السوبر أمام الهلال، ثم أمام هجر له مسببات مختلفة، وهما المباراتان اللتان كشفتا حال المعسكر الإعدادي الأوروبي الذي بدأ في وقت متأخر؛ وزاد الوضع سوءا التعاطي غير الجاد مع ملف الأجانب، فضلا عن الإصابات والإيقافات التي اضطرت الجهاز الفني للاستعانة بأسماء لم يكن لها أي حضور الموسم الفائت، وجاءت آخر النتائج غير المتوقعة التعادل مع الصاعد حديثا (القادسية) بالدمام بهدفين لكل، بعد أن كان "الأصفر" متقدما بنتيجة 2-صفر، ويبقى عدم الحفاظ على الفوز وفقدانه في اللحظات الأخيرة هو أكبر مؤشر على سوء وضع الفريق انعكاسا لمرحلة الإعداد غير المتلائمة مع حامل لقب يسعى للحفاظ على الذهب للمرة الثالثة في تاريخه، وتنتظره منافسات شرسة ممن عانوا كثيرا من عودة "العالمي" بطلا لا يشق له غبار في العامين المنصرمين، وفي حين وجد البطل منافسة قوية من الهلال الموسم قبل الماضي، ثم من الأهلي حتى الجولة قبل الأخيرة بات الموسم الجديد مسرحا لمنافسين أكثر شدة، وأكثر عددا، ذلك أنهم عملوا بجد وعززوا الصفوف واستفادوا من فترة الإعداد بالطريقة المثلى، وما كان يقال عن النصر وعمل إدارته التاريخي في صناعة فريق قوي مدجّج بأبرز النجوم المحليين ليحصد بطولتي الدوري في عامين متتاليين ربما نقوله كذلك عن فرق أخرى نهاية الموسم تتواجد اليوم في مقدمة جدول الترتيب. أقول ربما . . لأن النصر لديه إمكانات أكبر مما أظهرها لجماهيره في المباريات الثلاث، بل أكبر من الفرق التي تتغنى بوجودها اليوم في صدارة الترتيب بعد جولتين اثنتين فقط، العناصر التي يعتمد عليها ديسلفا الآن تفتقد للجاهزية الكاملة، والغيابات والإيقافات أخذت نصيبها من التأثير، والمباريات المقبلة ستشهد من دون شكّ تغييرات جذرية في التشكيل مع العودة المتدرجة للعائدين، والأجنبيين المنضمين حديثا، يدعمه ارتفاع في وتيرة التدريبات والاستفادة من المباريات الرسمية السابقة في إعداد الفريق ونحن الذين شاهدنا فريقاً وكأنه يؤدي مباريات تجريبية!!. مسببات الهبوط العام في الأداء وتردي النتائج ليست صعبة التحليل، المهم اليوم أن يعمل النصراويون على ترتيب الأوضاع، وتقوية الجانب الدفاعي المرتبك، والأهم أن يحاسب بعض اللاعبين أنفسهم؛ خصوصا الهداف المتميز محمد السهلاوي الذي بات يتحدث كثيرا ويهدر فرصا محققة التسجيل. ربما لا يستفيد الجهاز الفني النصراوي من فترة التوقف أسوة بفرق منافسة لاختيار تسعة من لاعبيه للمنتخب السعودي عمر هوساوي وعبدالعزيز الجبرين والسهلاوي وخالد الغامدي وعوض خميس ويحيى الشهري وشايع شراحيلي ونايف هزازي، لكن مجرد هذا الكمّ من الأسماء الدولية إضافة لحسين عبدالغني وأحمد الفريدي وإبراهيم غالب والحارس عبدالله العنزي ومعهم المفيد من الأجانب يؤكد أن النتائج والأداء يتعارضان مع الإيجابيات الجميلة المطمئنة لعشاق النصر على مستقبل تواجده في المنافسة.