من قصص التراث، أن جحا استعار قدرًا كبيرة من جاره، وبعد يومين أعادها له، وفيها قدرٌ صغيرة، قائلًا: مبروك لقد وضعت قدرُك مولودًا جديدًا، وبعد أيام استعار نفس القِدر، فجاءه باكيا باليوم التالي، وهو يقول: عظم الله أجركم في القدر، لقد توفيت البارحة، فضحك الجار وقال: أتكذب عليّ، كيف للقدر أن تموت، وهي جماد، فقال: جحا الذي يصدّق أنها ولدت، يصدّق أنها ماتت. والشيء بالشيء يذكر، في التراث الهندي، أن تاجرًا سافر في تجارة، فوضع عند أقرب أصدقائه مخزونه من الحديد، حتى عودته، وقد كان هذا الصديق مفلسًا، فقال للتاجر بعد عودته: لقد أكلت الفئران الحديد، وهي في المخازن، ولم تبق لك شيئًا، فتضاعف حزنه، ثم هداه عقله لعمل مضاد، حيث اختطف ابن صديقه، وجاءه قائلًا: لقد رأيتُ بومًا يختطف ابنك، فقال الصديق: أتهزأ بي يا هذا، البوم لا يتعدى وزنه كيلوجراما واحدا، كيف يرفع ولدًا وزنه ثلاثين؟ فقال التاجر، الذي يجعل الفئران تأكل الحديد، يستطيع أن يجعل البوم يرفع الأطفال، فاعترف الصديق بخطئه، وأعاد إليه ثمن الحديد. المرآة، محبوبة لأنها ترينا ما نُحب أن نراه عن أنفسنا، ولكن عند التدقيق ترينا العيوب التي لا نُحب أن نراها، وهو ما يجب أن ندقق فيه. هناك أربعة طرق لتطبيق عقوبات المرآة العاكسة على الخصم، الأول الأخلاقي (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)، أي تجرعه من نفس الكأس الذي سقاك منه. والثاني، التطبيع، أن تعمل مثل ما يعمل الخصم وتقلد كل حركاته حتى يملّ. والثالث، التأثير النرجسي، بإعلاء شأن الخصم حتى يصدق الكذبة فيغرق ويتهور إعجاباً بنفسه. والرابع، تأثير المرايا الخادعة لدرجة الهلوسة. #ثماني_وأربعون_قانونا_للقوة_روبرت_جرين القانون الرابع والأربعون، استخدم تأثير المرآة العاكسة، فالمرآة العاكسة تعمي الأعين وتربكها، وترد على خصمك بالمثل.