ما زالت تداعيات القبض على قائد الخلايا الإرهابية الإيرانية في السعودية، أحمد إبراهيم المغسل- وقع وهم في مقال سابق بسقوط اسم أحمد - تتزايد. الرجل هو منظم عمليات حزب الله السعودي، أو حزب الله الحجاز ـ كما يعرف، وأشهر وأكبر عملياته تفجير أبراج الخبر السكنية شرق البلاد، التي راح ضحيتها أعضاء في الجيش الأميركي، وأيضا أبرياء من جنسيات أخرى. ملابسات وآثار تلك العملية جرى الحديث عنها هنا سابقا، ولكن التوقيت الذي تمت به هذه العملية الاستخبارية النموذجية يجب أن يستوقف المتابع. مكان القبض هو بيروت، وبالتحديد المطار، الذي يرى حزب الله أنه ثكنة أمنية تابعة له، وكلنا يتذكر معركة حزب الله في احتكار تعيين مدير المطار، لهذا الغرض تحديدا، أيضا الدعوات من قبل بعض الساسة في لبنان لإيجاد مطار آخر في لبنان غير مؤثر عليه من قبل حزب الله، فمطار الحريري الدولي ببيروت واقع عسكريا في مربع حزب الله. بهذا الاعتبار فإن ما جرى من «التقاط» هذا الشخص الخطير، المكنى بأبي عمران في التسميات الحركية المعتادة لقادة الإرهاب، مثل مصطفى بدر الدين الملقب بذي الفقار، يعتبر نجاحا نوعيا للأمن السعودي. أما عن التوقيت، ولا نتحدث عن تعمد التوقيت، فهو في غاية الحساسية، فالرئيس الأميركي أوباما، متحمس لترويج صحة «انكشافه» على إيران الخمينية، وإن هذا السخاء السياسي والأمني، وعلى حساب دول الخليج والأمن العربي في المنطقة طبعا، هو الكفيل، وفق المنطق الأوبامي، بتصحيح السلوك الإيراني، وتمكين المعتدلين السياسيين في إيران - أينهم؟ - من الأخذ بزمام الأمور في إيران. هذا الكلام رد عليه كثير من ساسة الدول، أو المراقبين، ومن ذلك مقالات الكاتب الإيراني المخضرم أمير طاهري، لكن أوباما يمضي قدما في صحة تحليله موقفه، متسلحا بكمية من الخطب العصماء، وقدر لا بأس به من اليقين الجارف. من هنا فإن تذكير الأمريكان بتاريخ الأجهزة الإرهابية الإيرانية ضروري، في هذا الوقت، الذي يتبارى فيه جماعة أوباما مع المخالفين لكسب التأييد الأميركي للصفقة الإيرانية. من قتل في أبراج الخبر هم ضحايا من الأمريكان، ولا يزال الفاعل طليقا بحماية طهران، فهل تتحمل إدارة أوباما مسؤوليتها أمام الأمريكان وأسر الضحايا تجاه ذلك؟ كما أنها فرصة للسعودية، خاصة مع القمة المرتقبة، لتفهيم المحتاج إلى واقعية الحذر السعودي والعربي من حقيقة السياسات الإيرانية، أو على الأقل لتشكيل المزيد من الضغط على الطرف الإيراني للحصول على المزيد. الوقت كما المكان مهم في السياسات. m.althaidy@asharqalawsat.com