بعد أسبوع شديد الاضطراب هو الأعنف في تاريخ وول ستريت، يستعد المتداولون لأسبوع لا يخلو من اضطراب، تغذيه حالة من تشوش الرؤية حول الاقتصاد الصيني وأداء الاقتصاد الأمريكي، الذي عيله يعتمد موقف الاحتياطي الأمريكي من رفع أسعار الفائدة الذي بات موضع شك. وعندما يبلغ مؤشر التذبذب الذي يعتمده مجلس بورصات شيكاغو في قياس مدى القلق في وول ستريت مستوى 50 نقطة لأول مرة منذ فبراير/شباط 2009، فهذا يعني أن الأسهم مقبلة على كارثة وليس مجرد تصحيح، إلا أن المؤشر المذكور استقر نهاية الأسبوع عند 26 نقطة، ما بعث الآمال في النفوس مجدداً، من ألا يحول القلق دون تحرك الاحتياطي الفدرالي. ويقول دانييل دامنغ العضو المنتدب في شركة كيه كيه إم فاينانشالز: نلاحظ الإقبال يزيد على عقود الأسهم الآجلة مع تمويلها نقداً، وهذا يعكس درجة القلق ومدى الزخم الذي يحرك حالة عدم الاستقرار. ومرة أخرى إذا بلغ مؤشر التذبذب رقماً فلكياً ستجد أن المجلس يكرر عبارة الوقت غير مناسب. ويحظى الاحتياطي الفدرالي بتركيز خاص هذا الأسبوع، نظراً لما تركته تصريحات بعض أعضائه في ندوة جاكسون هول، ولترقب آخر تقرير للوظائف لشهر أغسطس/آب يسبق الاجتماع الدوري للجنة الأسواق المفتوحة في الاحتياطي الفدرالي، يعقد في سبتمبر/أيلول. وتدور توقعات المحللين حول توفير 220 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي، بزيادة خمسة آلاف عما تم توفيره في التقرير السابق، كما أن التوقعات الخاصة بمعدلات الأجور تشير إلى زيادة بنسبة0.2% مع بقاء معدلات البطالة عند 5.3% دون تغيير. وهناك كلمة مهمة يلقيها عضو لجنة الأسواق المفتوحة جفري لاكر محافظ بنك ريتشموند صباح يوم الجمعة قبيل صدور التقرير قد تحمل أنباء مهمة. ومن جهة ثانية يتابع المستثمرون ما يدور في الصين بحثاً عن مزيد من المؤشرات حول أداء ثاني أكبر اقتصادات العالم.دون نسيان ما لأسعار النفط من دور حاسم في تحديد اتجاه بوصلة المستثمرين بعد أن انتعشت أسعار الخام نهاية الأسبوع، حاصدة ما يزيد على 10% من المكاسب ليصل سعر خام برنت إلى ما فوق 50 دولاراً، صعوداً من 42 دولاراً بداية الأسبوع. ويلقي تقرير مبيعات السيارات الثلاثاء مزيداً من الضوء حول إنفاق المستهلك في الوقت الذي يتطلب الموقف الذي يقدم الاحتياطي الفدرالي عليه مؤشرات إيجابية على رسوخ أساسيات الاقتصاد المشجعة على رفع أسعار الفائدة. كما ينتظر السوق ثلاثة تقارير تتعلق بالقطاع الصناعي، وطلبات المصانع وحركة التجارة الخارجية. أما على صعيد نتائج الشركات التي لم يبق منها سوى القليل، فلا يعتقد أن يكون لها أثر مهم على تغيير مزاج الأسواق.