رغم أن نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ستانلي فيشر، فاجأ المراقبين ،عندما أعلن أن المجلس يترك حالياً الباب مفتوحاً أمام رفع سعر الفائدة في سبتمبر/أيلول، إلا أن مداولات جاكسون وول التي كشفت عن مواقف متباينة لأعضاء المجلس زادت من ضبابية الرؤية وكثفت رهانات المحللين من جديد بانتظار تقرير الوظائف لشهر أغسطس/آب الذي يصدر نهاية الأسبوع. جاء ذلك في الوقت الذي يُتابع المجلس بيانات معدلات التوظيف والتضخم في الولايات المتحدة عن كثب ،في الوقت الذي يُفكر فيه في تشديد سياسته النقدية لأول مرة منذ الأزمة المالية. وقال فيشر في تعليق له على هامش ندوة جاكسون هول السنوية التي تعقد بولاية وايومينغ، إنه لا ينبغي على الاحتياطي الفيدرالي الانتظار حتى يصل معدل التضخم إلى نسبته المستهدفة، 2%، ليبدأ في رفع أسعار الفائدة. وأضاف: هناك مؤشرات جيدة على أن مؤشرات التضخم سوف تتحسن. ويتعين علينا أن نفكر في الحالة العامة للاقتصاد الأمريكي، وتأثير الاقتصادات الأجنبية عليه قبل التوصل إلى قرار حول إذا ما كان يجب تغيير السياسة النقدية، وكيف. وتماهى موقف فيشر هذا مع موقف جانيت يلين رئيسة المجلس التي قالت في يوليو/تموز خلال الجولة الأخيرة من انعقاد لجنة الأسواق المفتوحة التابعة للمجلس :إن رفع أسعار الفائدة هذا العام سيكون مناسباً. لكن يلين تغيبت عن ندوة جاكسون هول وهو ما أعتبره بعض المحللين تهرباً من الحرج الذي قد تسببه لها أعمال الندوة أو التصريحات التي تصدر عن الأعضاء. ومن أبرز مناصري رفع الفائدة محافظ بنك سان فرانسيسكو جون ويليامز الذي قال: ينبغي رفع أسعار الفائدة مرتين هذا العام. أما أبرز معارضي الرفع فكان محافظ بنك مينابوليس، نارايانا كوشركوتا، الذي طالب بمزيد من تخفيف التشدد في السياسة النقدية الأمريكية. ويتردد بعض أعضاء المجلس في إبداء موقف صريح حيال موعد رفع الفائدة وحتى الحاجة إليها ،حيث يعتقد محافظ بنك أتلانتا دينيس لوكهارت أن حظوظ الرفع وعدمه متساوية في نظره. من جانبه قال ويليام دادلي محافظ بنك نيويورك إن رفع الفائدة بات أقل إلحاحاً في ظل الأوضاع التي تعيشها الأسواق العالمية اليوم. ويؤكد المحللون على إن الاضطراب في الأسواق العالمية، والمخاوف من التوقعات الاقتصادية في الصين، ربما تمنع المجلس من زيادة أسعار الفائدة.